تشارك الجمهورية الصحراوية، عبر وفد رسمي رفيع المستوى، في أشغال الاجتماعات التحضيرية للقمة الوزارية الثالثة بين الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي، المنعقدة في العاصمة البلجيكية بروكسل، تحضيراً لاجتماع وزراء الشؤون الخارجية للمنظمتين المقرر يوم غد الأربعاء 21 ماي.
ويمثل الجمهورية الصحراوية في هذه الاجتماعات وفد يضم السيد عمر منصور، المكلف بالعلاقات مع المؤسسات الأوروبية، والسفير لمن أباعلي، الممثل الدائم للجمهورية الصحراوية لدى الاتحاد الإفريقي، إلى جانب السفير ماء العينين الصديق البشير، ممثل الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب ببلجيكا.
وقد شارك الوفد الصحراوي، يوم أمس الإثنين 19 ماي، في اجتماع مشترك بين سفراء الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي وسفراء الدول الإفريقية المعتمدين لدى بلجيكا، في مقر البعثة الإفريقية ببروكسل، حيث تم تبادل المعلومات وتنسيق المواقف تحضيراً لاجتماعات اليوم.
وصباح اليوم الثلاثاء، انطلقت سلسلة من الاجتماعات المتوازية من الساعة التاسعة إلى العاشرة صباحاً، خصص أحدها لسفراء الاتحاد الإفريقي، بينما عقد الاجتماع الآخر لسفراء الاتحاد الأوروبي، تبعه اجتماع مشترك بين الجانبين حضره الممثل الدائم للجمهورية الصحراوية لدى الاتحاد الإفريقي، إلى جانب المكلف الصحراوي بالمؤسسات الأوروبية.

وتركزت أشغال هذه الاجتماعات على مراجعة الوثائق التحضيرية التي ستعرض على الوزراء غداً، وعلى رأسها البيان المشترك بين الاتحادين، وتنسيق مواقف الدول الأعضاء بشأن أبرز ملفات القمة.
هذا وأجرى وزير خارجية الجمهورية الصحراوية، السيد محمد يسلم بيسط، مباحثات ثنائية مع وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج الجزائري، السيد أحمد عطاف، مساء اليوم الثلاثاء بالعاصمة البلجيكية بروكسل، على هامش مشاركتهما في الاجتماع الثالث لوزراء خارجية الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي، المزمع عقده غداً الأربعاء 21 ماي.

وشكل اللقاء مناسبة لتبادل وجهات النظر حول آخر تطورات قضية الصحراء الغربية، لاسيما على الصعيدين الإقليمي والدولي، إلى جانب استعراض الجهود المبذولة لدفع مسار التسوية السياسية، الكفيل بتمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه المشروع وغير القابل للتصرف في تقرير المصير، بما ينسجم مع قرارات الشرعية الدولية.
كما تطرق الوزيران إلى النقاط المدرجة على جدول أعمال الاجتماع الوزاري المشترك، الذي يُنظم هذا العام بمناسبة مرور 25 سنة على إطلاق الشراكة بين الاتحادين الإفريقي والأوروبي، والتي تشمل قضايا محورية تتعلق بالسلم والأمن والحوكمة، والعلاقات متعددة الأطراف، والتنمية والازدهار، إضافة إلى قضايا الهجرة والتنقل.

ويهدف الاجتماع الوزاري المرتقب، الذي سيجضره وزير الخارجية الصحراوي، محمد يسلم بيسط، إلى تقييم التقدم المحرز منذ القمة السادسة للاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي التي عقدت في فبراير 2022، كما يأتي في سياق مميز يصادف الذكرى الخامسة والعشرين للشراكة الأوروبية-الإفريقية، وهي شراكة توصف بأنها فريدة ودائمة.

وسيترأس أشغال الاجتماع الوزارية كل من كاجا كالاس، الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، وتيتي أنطونيو، وزير العلاقات الخارجية الأنغولي ورئيس المجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي. وسيناقش الوزراء جملة من القضايا الاستراتيجية والمحورية تتعلق بـ: السلم والأمن والحوكمة، والعلاقات متعددة الأطراف، والازدهار، والهجرة والتنقل.
وتُعد إفريقيا أولوية جيوسياسية بالنسبة للاتحاد الأوروبي، في ظل التحولات المتسارعة على الساحة الدولية، حيث يسعى الاتحاد الأوروبي إلى تعزيز موقعه كشريك أول للقارة الإفريقية، لا سيما كأول مستثمر وشريك تجاري، بإجمالي استثمارات مباشرة بلغت نحو 309 مليار يورو في عام 2022.
وتأتي مشاركة الجمهورية الصحراوية في هذه الاجتماعات في إطار تأكيد حضورها ودورها ضمن مؤسسات الاتحاد الإفريقي كعضو مؤسس وفاعل، وللمساهمة في بلورة مواقف القارة من الشراكات الدولية، خاصة في ظل التنافس الجيوسياسي المتزايد على إفريقيا.
