منظمة كوديسا : انتهاك و المس من الحق في الحياة جريمة ضد الإنسانية ترتكب بالجزء المحتل من الصحراء الغربية في غياب التحقيق المستقل و استمرار الإفلات من العقاب (قضية “عمار مجيد” نموذجاً)
في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني وللقانون الدولي لحقوق الإنسان، فوجئت بتاريخ 07 تشرين ثاني / نوفمبر 2024 عائلة صحراوية بالوفاة الغامضة لابنها ” عمار مجيد ” البالغ من العمر 58 سنة بعد مرور حوالي 05 أيام موزعة بين توقيفه وإخضاعه للحراسة النظرية لدى شرطة قوة الاحتلال وبين متابعته رهن الاعتقال الاحتياطي بعد إحالته على السجن المحلي بالعيون المحتلة. وفي إفادة للسيدة ” أمباركة مجيد ” أن أخاها ” عمار مجيد ” المزداد بتاريخ 21 كانون أول / ديسمبر 1966 زارها بدكانها التجاري بحي اسكيكيمة، وقامت بتسليمه مبلغا ماليا قدره 8500 درهما مغربية قبل أن تتلقى في حدود الساعة 21h00mn ليلا بتاريخ 03 تشرين ثاني / نوفمبر 2024 خبر توقيفه من طرف 04 عناصر من شرطة قوة الاحتلال المغربي كانوا على متن دراجتين ناريتين، والذين قاموا بتسليمه إلى ضباط الشرطة مع إرغامه بالقوة على الصعود إلى سيارة الشرطة من نوع لاندروفير 110. وتضيف هذه السيدة أنه مباشرة بعد توجهها إلى مخفر الشرطة بحي اسكيكيمة وجدت أخيها رهن الاحتجاز قبل أن تتفاجئ بإخبارها من قبل عنصر من عناصر الشرطة بعثور مصالح الشرطة على مبلغ مالي في حوزة أخيها، وهو المبلغ الذي كانت قد سلمته له سابقا، وكأن حيازة المبالغ المالية بات يعتبر تهمة في القانون الجنائي لقوة الاحتلال المغربي!!!. وتوجهت في نفس الليلة السيدة ” أمباركة مجيد ” إلى مفوضية شرطة قوة الاحتلال المغربي بمقرها الرئيسي، حيث شاهدت أخيها المحتجز معزولا عن باقي السجناء الموقوفين دون أن تتمكن من الحديث إليه ودون أن يتم إخبارها عن أسباب تعرضه للاعتقال. وبتاريخ 04 تشرين ثاني / نوفمبر 2024، توجهت مرة أخرى إلى المركز الرئيسي لمفوضية الشرطة دون أن تتمكن مرة ثانية من معرفة التهمة الموجهة لأخيها، فقط اكتفت بتسليم أحد عناصر الشرطة علبة سجائر من أجل إدخالها على أخيها. وبتاريخ 05 تشرين ثاني / نوفمبر 2024، ظلت ” أمباركة مجيد ” حتى الساعة 19h30mn مساء، تنتظر تقديم أخيها أمام وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بالعيون المحتلة، حيث تم إخبارها بطريقة مهينة و مستفزة من طرف أحد عناصر شرطة قوة الاحتلال المغربي بإحالة أخيها على السجن المحلي بالمدينة المذكورة دون أن يتم منحها الفرصة مرة أخرى لرؤيته ومعرفة التهم الموجهة إليه. وبتاريخ 07 تشرين ثاني / نوفمبر 2024، تواجدت السيدة ” أمباركة مجيد ” منذ الساعة 08h00 صباحا أمام الباب الرئيسي للسجن المحلي بالعيون المحتلة، حيث تقدمت بطلب زيارة أخيها رفقة مجموعة من عائلات السجناء بهذا السجن، كما سلمت إدارة السجن مبلغا ماليا قدره 650 درهما مغربيا و ألبسة و أغطية من أجل وضعها رهن إشارة أخيها الموضوع رهن الاعتقال الاحتياطي في انتظار محاكمته، لكن فوجئت بتماطل مقصود من قبل موظفي السجن انتهى في حدود منتصف النهار إلى إرجاعها النقود و حاجياتها الأخرى مع إخبارها بنقل أخيها إلى المستشفى . وفي ذات السياق أكد أحد أبنائها البالغ من العمر 24 سنة أنه شاهد سيارة الإسعاف تخرج من الباب الرئيسي للسجن لحظة استدعاء إدارة السجن لوالدته. وبداخل مستشفى الحسن بن المهدي بالعيون المحتلة، تم إخبار العائلة بالوفاة الغامضة لابنها، الذي تؤكد بعض القرائن وصوله المستشفى جثة هامدة، لعل أبرزها يكمن في تماطل إدارة السجن وإرجاعها المبلغ المالي والألبسة والأغطية لأخته ” أمباركة مجيد “، التي ظلت لأكثر من 05 ساعات تنتظر الإذن بالزيارة. كما أنه وبحسب إفادة أفراد من العائلة، فإن جثة ابنهم تم نقلها إلى مدينة أكادير / المغرب من أجل إجراء تشريح طبي لم تتوصل العائلة حتى الآن بنتائجه، فقط تم إخبارها من جهات رسمية مغربية بأن سبب الوفاة ناتجة عن ضيق في التنفس، في وقت أكد أحد إخوته بأنه شاهد بقعا من الدم على القماش الذي كان يغطي جثة أخيه، مؤكدا أن أخيه المتوفى لم يكن يشتكي من أي مرض قيد حياته. إن المكتب التنفيذي لتجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان بالصحراء الغربية CODESA، وقد استمع لأفراد من عائلة الضحية الصحراوي ” عمار باهيا الحسن ” الملقب ب ” مجيد ” حول مجموعة من التفاصيل المتعلقة بتوقيف و اعتقال ابنها المتوفى في ظروف غامضة، يؤكد بأن : التوقيف والاعتقال الذي تعرض له الضحية كان تعسفيا، بحيث أن الشرطة لم تتصل بأحد أفراد العائلة لإخباره عن الاعتقال وأسبابه، فقط اكتفى أحد عناصر الشرطة بمفاجئة أخته ” أمباركة مجيد ” التي توصلت بخبر توقيف أخيها من أحد المواطنين الصحراويين بأنه ضبطت بحوزته مبالغ مالية، أكدت في شهادتها بأنها هي من سلمته ذلك المبلغ المالي. مشاهدة السيدة ” أمباركة مجيد ” لأخيها الضحية معزولا عن باقي الموقوفين بمقر الشرطة المركزي بولاية الأمن بالعيون المحتلة دون أن تتمكن من الحديث، مؤكدة على أنه كان يعاني حسب إفادتها من الصدمة ومن الضغط بشكل جعله لا يقدر على الكلام أو حتى النظر إليها. توجه السيدة ” أمباركة مجيد ” لمقر مفوضية الشرطة لمرتين على الأقل وتوجهها إلى المحكمة الابتدائية دون أن يتم إخبارها بأسباب الاعتقال وبالتهمة الموجهة لأخيها. عدم توصل العائلة بأية مكالمة هاتفية لا من الشرطة ولا من إدارة السجن المحلي بالعيون المحتلة تؤكد إحالة الضحية على هذا السجن. تماطل إدارة السجن في منح ” أمباركة مجيد ” أخت الضحية حقها في الزيارة، بالرغم من إدلائها ببطاقة التعريف وتسليمها لمبلغ مالي وملابس وأغطية يستفيد منها أخوها رهن الاعتقال وتماطلها أيضا في إخبار أخته والعائلة حول نقل الضحية إلى المستشفى. عدم تمكن العائلة من معرفة تاريخ و مكان وفاة ابنها المعتقل وعدم إخبارها بهذه الوفاة الغامضة من قبل الشرطة و النيابة العامة و إدارة السجن المحلي بالعيون المحتلة ، حيث أن العائلة هي التي توصلت بخبر وفاته أثناء توجهها إلى المستشفى بتاريخ 07 تشرين ثاني / نوفمبر 2024 ، و تحديدا من طرف المصالح الطبية المشرفة على مستودع الأموات. وعلى هذا الأساس، فإن المكتب التنفيذي للمنظمة، يعلن ما يلي: 1اعتباره أن إعلان قوة الاحتلال المغربي عن وفاة المعتقل الصحراوي ” عمار مجيد ” يعتريه الغموض وعدم الوضوح في محاولة لتتستر عن جريمة ضد الإنسانية مست وانتهكت الحق في الحياة لمدني صحراوي يبلغ من العمر 58 سنة. 2تساوره الشكوك حول تعرض الضحية الصحراوي ” عمار مجيد ” للتعذيب الجسدي والنفسي بمخفري شرطة قوة الاحتلال المغربي بحي اسكيكيمة و بمقر الشرطة القضائية بولاية الأمن أو داخل السجن المحلي بالعيون المحتلة. 3دعوته هيئة وآليات الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية الدولية الضغط على قوة الاحتلال المغربي إلى إجراء تحقيق مستقل ونزيه يبدأ من الاستعانة بكاميرات الفيديو المتواجدة بكثرة بمفوضية الشرطة وبالسجن المحلي وبالمحكمة الابتدائية وداخل مستشفى الحسن بن المهدي وبالشارع العام قصد الوقوف على ظروف وفاة الضحية والكشف عن الحقيقة كاملة مع ضمان حق العائلة في معرفة حقيقة ما جرى لابنها. 4تضامنه المطلق مع عائلة الضحية الصحراوي ” عمار باهيا الحسن ” ومع مجموعة من ضحايا الجرائم ضد الإنسانية المرتكبة من طرف قوة الاحتلال المغربي بالجزء المحتل من الصحراء الغربية. 5مناشدته كافة المنظمات الحقوقية والإنسانية الدولية بمؤازرة عائلة الضحية ومساعدتها في الكشف عن حقيقة وفاة ابنها الغامضة و في فضح مختلف الجرائم ضد الإنسانية المرتكبة في حق المدنيين الصحراويين بالصحراء الغربية المحتلة. العيون المحتلة بتاريخ: 13 تشرين ثاني / نوفمبر 2024 المكتب التنفيذي لتجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان بالصحراء الغربية.