محاولة الاعتداء والسطو اللصوصي العنيف على يافطة الجمهورية الصحراوية في الاجتماع الوزاري ل “مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية في إفريقيا – تيكاد”، هي عملية تصريف رعناء لدرجة عالية من النرفزة انتابت الوفد المغربي المشارك في الاجتماع. النرفزة، والإحساس بالفشل، لماذا؟؛
1. السياق العام: بعد 32 سنة من محاولة التأثير على موقع الجمهورية الصحراوية من خارج المنظمة، قرر المغرب، يناير 2017، الانضمام إلى الإتحاد الإفريقي والرهان على العمل من داخل المنظمة لتحقيق أهدافه. كان عليه ابتلاع العديد من السموم القاتلة ابتداء من الجلوس جنبا إلى جنب، وعلى قدم المساواة مع الجمهورية، وانتهاء باعتراف الجريدة الرسمية للمملكة بها في عددها الصادر بتاريخ 31 يناير 2017. كان الاحتلال يراهن على أن معاناة “تجرع السم” لن تطول كثيرا، وأن ما فشل فيه من الخارج سينجح فيه من الداخل في فترة وجيزة. سبع سنوات بعد ذلك، لم يفشل المغرب في تحقيق أي من أهدافه فحسب، بل إن “السحر ينقلب على الساحر” مع كل مناسبة.
2. العضوية: بدلا من أن تتأثر سلبا بدخول “العضو الجديد”، فهي تتعزز كأكبر مكسب دبلوماسي بالنسبة ل الشعب الصحراوي، والتأثير عليها أصبح خارج “دائرة أحلام” المخزن بسبب التفاف الدول الافريقية كمجموع حولها، وتشكل اعتقاد بأن وحدة المنظمة ومستقبلها مرتبطان باحترام القانون التأسيسي وسيادة جميع الدول الأعضاء.
3. الشراكات: كان موضوع الشراكات الدولية تمرينا عسيرا بالنسبة للمنظمة بسبب المشاكسة المغربية من الخارج. مع جلوس المغرب إلى جانب الجمهورية في الاتحاد، لم تعد لديه حجة لعدم الجلوس معها في الاجتماعات مع منظمات دولية أخرى. قمة أبيدجان مع الاتحاد الأوروبي (نوفمبر 2017)، كانت كبرى بواكير مسار مؤلم بالنسبة للرباط (مابوتو غشت 2017، بروكسيل فبراير 2022، تونس غشت 2022…الخ). مسار ما زال مستمرا، وآخر حلقاته اجتماع طوكيو الوزاري المنعقد حاليا.
4. التيكاد (مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية في إفريقيا): وهي شراكة يحاول المغرب استغلالها ك “حصان طروادة” لفرض أجندته في هذا المجال. وكلما تصور أنه اقترب من تحقيق الهدف، يبتعد أكثر بسبب الموقف الجماعي للدول الأفريقية، وهو ما يبرر حالة النرفزة التي دفعت بالوزير بوريطة الى التحول إلى “بوّاب” في مابوتو 2017، ووفد السفير لعروشي إلى “بلطجية” في طوكيو 2024.
5. شيئا فشيئا يتضح لجميع الدول الأفريقية، بما فيها أصدقاؤه، حقيقة نوايا المغرب من وراء انضمامه، واستحالة الاستمرار في السماح له باختلاق الأزمات وتعريض صورة الاتحاد للتشويه أمام العالم. أزمات تتعدى موضوع الصحراء الغربية ، إلى محاولة منح إسرائيل صفة مراقب في الاتحاد، أو التنسيق مع الدولة المضيفة لاجتماع طوكيو الحالي للدوس على قرارات الاتحاد من خلال دعوة الدول التي تتعرض لعقوبات من طرف المنظمة.
6. الفيديو (أسفله): الصور والفيديو المتداول عن الواقعة من زوايا مختلفة، بالإضافة إلى إسقاطه الأقنعة عن دبلوماسية احتلال بدون وازع sans scrupules، فهو يظهر؛ - معرفة السفير الصحراوي لمن أباعلي الدقيقة بأساليب الاحتلال، من خلال تأهبه، فطنته وتفويته الفرصة على الوفد المغربي في قرصنة يافطة الجمهورية الصحراوية. - ردة الفعل العفوية للدبلوماسي الجزائري خليفي عبدالنور، صدرت عنه بصفته أولا، وقبل كل شيء، ممثلاً للإنسان الجزائري الذي يرفض بطبيعته “الحگرة” والظلم ضد الدول او الشعوب في الاجتماعات الرسمية، أو ضد الأشخاص، حيث طالما انتفض الجزائري لرفع الحيف عن أي مظلوم، أياً كان، في شوارع كبرى المدن والعواصم الدولية.
7. ولعل ابرز استنتاج وراء ما حدث في طوكيو وما سبق ذلك، هو أن أجندة المملكة المغربية لم تعد مخالفة ل الاتحاد الأفريقي فحسب، بل تتجه بشكل متسارع لأن تصبح معادية له ولأهدافه في وحدة القارة، تنميتها والوفاء لقيم ومبادئ التأسيس. وضع لم يعد من الممكن استمراره!