الرئيس الصحراوي ”إبراهيم غالي” في ضيافة نظيره التيموري “راموس أورتا” دلالات ودروس!
1_مناسبة هامة لتجديد التضامن بين الشعبين وحركات التحرير الوطنية في تيمور الشرقية و الصحراء الغربية وفرصة لتبادل وجهات النظر بين رفاق الدرب حول قضايا الاهتمام المشترك في ظل سياق دولي بالغ التعقيد.
2_ “استفتاء تقرير المصير”؛ الحاضر – الغائب الأكبر في هذه الزيارة؛
حاضرٌ، لأن المناسبة هي دعوة الرئيس أورتا للرئيس الصحراوي لحضور احتفالات تيمور الشرقية بالذكرى ال 25 لتنظيم استفتاء تقرير المصير تحت رعاية الأمم المتحدة (30 غشت 1999)، والذي تمكن بموجبه شعب تيمور الشرقية من نيل الاستقلال تتويجا لكفاحه الوطني، تحت قيادة الفريتيلين FRETILIN، ضد الاستعمار البرتغالي أولا ولاحقاً ضد الغزو والاحتلال العسكري الإندونيسي.
غائبٌ؛ لأن الضيف على احتفالات “ديلي” هو الرئيس الصحراوي وأمين عام جبهة البوليساريو، التي تقود كفاح الشعب الصحراوي، منذ خمسين عاما من أجل ممارسة الحق الشرعي غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال عن طريق استفتاء حر ونزيه تحت رعاية
الأمم المتحدة. حضور استفتاء تيمور الشرقية في ذكراه ال25 ، يوازيه غياب وتغييب وعد تنظيم استفتاء الصحراء الغربية المتفق عليه منذ عقود.
3_بالإضافة إلى كفاح الشعبين التيموري والصحراوي وتضحياتهما الكبيرة، إلا أن تداخلا للعديد من العوامل الجيوسياسية عجّل بمسار الاستقلال في تيمور الشرقية، ومازال يؤجله في الصحراء الغربية .
لقد لعبت الدولة الاستعمارية، البرتغال، دورا محوريا للتكفير عن ذنبها وحمل لواء مناصرة ودعم القضية التيمورية دوليا، فيما لعبت القوة الاستعمارية في الصحراء الغربية إسبانيا الدور المعاكس تماما ANTÍTESIS وانتهى بها المطاف، مارس 2022، إلى دعم الاحتلال المغربي بشكل واضح. والحقيقة، أنا اياً من إندونيسيا ولا المغرب لم يكن على استعداد للسماح بتنظيم الاستفتاء، لكن الضغط الدولي، وإلقاء أستراليا بثقلها خلف خيار الاستفتاء، أعطى أكله على مستوى جاكارتا و نيويورك وأدى إلى السماح بإجراء الاستشارة الشعبية والتسليم بننائجها. فيما يتعلق ب الصحراء الغربية يحدث العكس أيضا، فبدلا من الضغط على المغرب، تتم محاباته مما أعطى نتائج عكسية على مستوى الرباط بالمزيد من التعنت والغطرسة، وعلى مستوى نيويورك بالمزيد من السلبية والتواطؤ.
4_في إطار تصريفها وتعاملها مع الضغط على الأرض وعلى المستوى الدولي، حاول الاحتلال الاندنوسي الالتفاف على حق تقرير المصير، من خلال تقديم مقترح للحكم الذاتي “مخطط الرئيس حبيبي” الذي لم يكن ليصمد أمام اشتداد جذوة الكفاح وضغط المجتمع الدولي. تماماً كما يقوم به المغرب الآن، ومنذ 2007، في الترويج لمقترح الحكم الذاتي، الذي لا يعدو أن يكون سوى محاولة لفرض “الأمر الاستعماري” الواقع المرفوض جملةً وتفصيلا من طرف
الشعب الصحراوي والذي يتعارض مع القانون والشرعية الدولية.
5_بالإضافة إلى كل ذلك، يبقى الدرس الأهم من تجربة تيمور الشرقية هو نجاح “الفريتيلين” في إحداث تناغم وتكامل كبير بين النضال الداخلي الذي قاده
“شانانا گوشماو”، الوزير الاول الحالي (الصورة 2) من خارج السجن ومن داخله، وقاده من الخارج “راموس أورتا، الرئيس الحالي (الصورة 1).
مجزرة سانتا كروث، نوفمبر 1991 كانت ذروة ذلك التناغم والمنعطف الحاسم الذي أحدث الديناميكية القوية، داخليا وخارجيا، والتي قادت إلى تسريع مسار التحرر. “مخيم أگديم إيزيك” نوفمبر 2010، خلق الأرضية ورسم الطريق، ولا بد من إشعال جذوة المقاومة السلمية تحت الاحتلال لإحداث الديناميكية والزخم والتناغم المطلوب بين الكفاح من داخل الجزء المحتل ومن خارجه لتسريع مسار الاستقلال.
رفع وتيرة التناغم مطلوبة الآن، أكثر من أي وقت مضى، وهو ما سيصنع الفارق!