اجتمع اليوم السيد ألكسندر كينشاك، مدير قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بوزارة الخارجية الروسية، بوفد صحراوي يضم كل من الدكتور سيدي محمد عمار، عضو الأمانة الوطنية، ممثل جبهة البوليساريو بالأمم المتحدة والمنسق مع المينورسو، والسيدة فاطمة المهدي، عضو الأمانة الوطنية ووزيرة التعاون، والدكتور علي سالم محمد فاضل، ممثل جبهة البوليساريو بالاتحاد الروسي.
الاجتماع الذي عُقِد بمقر وزارة الشؤون الخارجية الروسية بالعاصمة موسكو يأتي في إطار التواصل والحوار المستمر بين الطرف الروسي والصحراوي، وقد سمح للجانبين بالتباحث وتبادل وجهات النظر بشأن عدة قضايا ذات الاهتمام المشترك بما فيها عملية السلام التي ترعاها الأمم المتحدة في الصحراء الغربية والعلاقات الروسية الصحراوية ومواضيع أخرى ذات الصلة بالوضع الإقليمي والدولي.
وقد أبلغ الوفد الصحراوي محاوريه الروس بآخر التطورات المرتبطة بالقضية الصحراوية وبواقع عملية الأمم المتحدة للسلام في ظل نسف دولة الاحتلال المغربي وخرقها لوقف إطلاق النار في 13 نوفمبر 2020، الذي فرض على الشعب الصحراوي استئناف كفاحه المسلح المشروع، وكذا المجهودات التي يقوم بها المبعوث الشخصي للأمين العام للصحراء الغربية، السيد ستافان دي ميستورا، من أجل بعث عملية السلام.
كما ذكر الوفد الصحراوي باستعداد جبهة البوليساريو للدخول في مفاوضات مباشرة مع الطرف المغربي تحت رعاية الأمم المتحدة بغية تمكين بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو) من استكمال تطبيق الولاية التي أنشأت من أجلها من قبل مجلس الأمن، مع التأكيد على عزم الشعب الصحراوي القوي على مواصلة الدفاع وبكل الوسائل المشروعة عن حقوقه غير القابلة للتصرف وغير القابلة للتفاوض في تقرير المصير والاستقلال.
من جانبه أكد المسؤول الروسي ثبات موقف بلاده من القضية الصحراوية ودعمها لعملية السلام التي ترعاها الأمم المتحدة في الصحراء الغربية من أجل التوصل إلى حل عادل يضمن للشعب الصحراوي حقه في تقرير المصير طبقاً لقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، مؤكداً على أن المفاوضات المباشرة بين المغرب وجبهة البوليساريو هي السبيل الوحيد إلى الحل السلمي والدائم. كما شدد المسؤول الروسي على رفض بلاده القاطع للحلول المفروضة وللخطوات الأحادية الجانب التي اتخذتها بعض الأطراف لكونها تتعارض مع القانون الدولي والأسس الأممية للتسوية في الصحراء الغربية.
وجدير بالتذكير أن الاتحاد الروسي قد امتنع عن التصويت على قرارات مجلس الأمن الدولي في السنوات الأخيرة المتعلقة بتجديد ولاية المينورسو تعبيراً عن احتجاجه على الطريقة غير التشاورية وغير المتوازنة التي تتم بها صياغة القرارات والتفاوض عليها، وعلى التعديلات التي أدخلت على القرارات والتي تضر، بحسب الجانب الروسي، بمسار حل قضية الصحراء الغربية.
وفي هذا السياق، كان امتناع الاتحاد الروسي عن التصويت على قرار مجلس الأخير 2703 (2023) بسبب أن القرار لا يعبر عن الوضع الحقيقي على الأرض في الصحراء الغربية ولا يساهم بالنتيجة في جهود المبعوث الشخصي للأمين العام لاستئناف عملية التفاوض المباشر بين جبهة البوليساريو والمغرب للتوصل إلى حل مقبول للطرفين.
وقد حضر الاجتماع عن الجانب الروسي موظفون بقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بوزارة الشؤون الخارجية الروسية.