في اليوم العالمي لضحايا الاختفاء القسري : الاستعمار الاسباني و قوة الاحتلال المغربي مسؤولان عن جرائم الحرب و الإبادة و الجرائم ضدالإنسانية المرتكبة في حق المدنيين الصحراويين تخلد بتاريخ 30 آب / أغسطس من كل سنة ، مختلف الدول و منظمات المجتمع المدني في العالم، اليوم الدولي للاختفاء القسري ، كشكل و كتعبير عن التضامن مع المختطفين و عائلاتهم و المطالبة بالكشف عن مصير المختطفين ، مع الكف عن ممارسة جرائم الاختطاف من قبل مختلف الأجهزة المدنية و العسكرية التابعة للدول و الحكومات، طبقا لما تنص عليه العهود و المواثيق الدولية ذات الصلة، و على رأسها الإعلان المتعلق بحماية جميع الأشخاص من الاختفاء القسري سنة 1992 و الاتفاقية الدولية لحماية جميع الأشخاص من الاختفاء القسري سنة 2007 . كما يتم تخليد هذه الذكرى للتضامن الواسع مع ضحايا الاختطاف و للوقوف أيضا على خطورة جرائم الاختطاف و ما تسببه من مضاعفات خطيرة تمس الشخص في حقه في الحياة و السلامة البدنية و العقلية و الأمان الشخصي ، كما تمس العائلات و المجتمع ككل . و حيث إن الاختطافات بالصحراء الغربية، تميزت بممارسة الاختطاف و التعذيب من قبل: _ الاستعمار الاسباني ، الذي ارتكب جرائم حرب و جرائم ضد الإنسانية أسفرت عن قتل و اختطاف و تعذيب العشرات من المدنيين الصحراويين بسبب مناهضتهم للاستعمار ، كحالة القائد و المفكر الصحراوي ” محمد سيدي إبراهيم بصيري ” ، الذي تعرض للاختطاف بتاريخ 18 حزيران / يونيو 1970 على خلفية إشرافه على تنظيم مظاهرات سلمية مطالبة بخروج الاستعمار الاسباني من الصحراء الغربية ، و إلى حدود الآن لم يكشف عن مصيره .
قوة الاحتلال المغربي ، التي و منذ الضم القسري اللاشرعي للصحراء الغربية بتاريخ 31 تشرين أول / أكتوبر 1975 ، ارتكبت هي الأخرى جرائم حرب و إبادة و جرائم ضد الإنسانية في حق المدنيين الصحراويين ، ليس فقط بسبب مقاومتهم للاحتلال و انتمائهم للتنظيم السياسي للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء و وادي الذهب ، بل بسبب هويتهم الصحراوية و قرابتهم العائلية بمؤسسي الجمهورية العربية الصحراوية الديموقراطية و بمجموعة من الملتحقين بالثورة الصحراوية ، و هذا ما شكل رعبا و خوفا أثر على المجتمع و دفع بآلمئات من المدنيين الصحراويين إما إلى الهروب أو إلى الإنخراط كموظفين عسكريين أو مدنيين في صفوف قوة الاحتلال المغربي ، خوفا من الاختطاف و الاضطهاد السياسي. و حيث إن مختلف هذه الجرائم لا تسقط أبدا بالتقادم ، و لا زالت تمارس بشكل ممنهج ضد المدافعين عن حقوق الإنسان و المدونين و الطلبة و المدنيين الصحراويين بسبب مطالبتهم بحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير و الاستقلال ، بالرغم من تواجد بعثة الأمم المتحدة لتنظيم الاستفتاء بالصحراء الغربية ( MINURSO ) منذ سنة 1991 ، و حيث إن الاستعمار الاسباني القوة المديرة للصحراء الغربية ، يتحمل كامل المسؤولية فيما يقع للمدنيين الصحراويين من ممارسات خطيرة تمس من حقوقهم المدنية و السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية و البيئية ، المكفولة في القانون الدولي الإنساني و القانون الدولي لحقوق الإنسان ، و التي كان آخرها تسليم مدنيين صحراويين لقوة الاحتلال المغربي لمحاكمتهما و الزج بهما داخل السجون المغربية ، يتعلق الأمر ب ” الحسين أمعضور ” سنة 2019 و ” فيصل بهلول ” سنة 2021 ، و حيث إن قوة الاحتلال المغربي اعترفت عن طريق ” المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان ” بارتكابها جرائم اختطاف و قتل و إعدام لمدنيين صحراويين، مقدمة معلومات ناقصة و غير دقيقة عن 346 حالة من المختطفين الصحراويين من المفترض وفاة أغلبهم حسب زعمها ب ” ساحات المعارك ” و ثكنات عسكرية و مخابئ سرية و مستشفيات … ، كشف عنها ” تقرير حول متابعة تفعيل توصيات هيئة الإنصاف و المصالحة ـ الملحق 1 حالات الاختفاء القسري 2010 ” ، و قد جاءت هذه الحالات في هذا التقرير على الشكل التالي : _ 144 حالة من المختفين الصحراويين ، توفوا على إثر الاشتباكات المسلحة ( الصفحة 19 من التقرير ). _ 66 أسيرا صحراويا تم تسليمهم إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي تولت نقلهم بتاريخ 31 تشرين أول / أكتوبر 1996 إلى تندوف جنوب الجزائر ( الصفحة 19 من التقرير ). _ حالة المختطف الصحراوي ” لحسن التامك ” ، الذي توفي بسجن سري بالرباط ( الصفحة 42 من التقرير ). _ 115 حالة من المختطفين الصحراويين، توفوا بثكنات عسكرية، من ضمنهم 14 طفلا و 11 امرأة ( من الصفحة 45 إلى الصفحة 62 من التقرير ). _ 23 حالة من المختطفين الصحراويين، توفوا بالسجن المدني بالعيون المحتلة ( من الصفحة 62 إلى الصفحة 65 من التقرير ). _ 08 حالات من المختطفين الصحراويين، توفوا بثكنة التدخل السريع بالعيون المحتلة ( من الصفحة 65 إلى الصفحة 66 من التقرير ). _ مختطفان صحراويان، توفيا بالمستشفى ( الصفحة 67 من التقرير ). _ 27 مختطفا صحراويا، من ضمنهم إمرأتان ، توفوا بالمخبئ السري آكدز ( من الصفحة 108 إلى الصفحة 114 ) . _ 13 مختطفا صحراويا، توفوا بالمخبئ السري قلعة مكونة ( الصفحة 115 إلى 117 من التقرير ). _ مختطف صحراوي واحد توفي بالمخبئ السري ” الكرامة ” El-Guerrama ( الصفحة 117 من التقرير ). _ 13 مختطفا صحراويا تم تنفيذ حكم الإعدام في حقهم بتاريخ 19 تشرين أول / أكتوبر 1976 ( الصفحة 119 من التقرير ). و حيث إن ما ارتكب من جرائم الاختطاف في حق مختلف فئات الشعب الصحراوي ( الأطفال ـ النساء ـ الشيوخ ـ ذوي الاحتياجات الخاصة ) يخرق القانون الدولي الإنساني و مجموعة من المواثيق و العهود الدولية لحقوق الإنسان التالية: _ اتفاقية جنيف الرابعة بشأن حماية الأشخاص المدنيين في وقت الحرب المؤرخة في 12آب/أغسطس 1949 . _ الاتفاقية الخاصة باحترام قوانين و أعراف الحرب البرية المؤرخة في 18 تشرين أول / أكتوبر 1907 بلاهاي . _ الإعلان الدولي بشأن حقوق الإنسان. _ العهد الدولي للحقوق المدنية و السياسية. _ العهد الدولي للحقوق الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية. _ الاتفاقية الدولية لحماية جميع الأشخاص من الاختفاء القسري. الإعلان المتعلق بحماية جميع الأشخاص من الاختفاء القسري . مجموعة المبادئ المتعلقة بحماية جميع الأشخاص الذين يتعرضون لأي شكل من أشكال الاحتجاز أو السجن . الإعلان المتعلق بحماية جميع الأشخاص من التعرض للتعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة. اتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة . البروتوكول الاختياري لاتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة. المبادئ المتعلقة بالتقصي والتوثيق الفعالين بشأن التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة . فإن تجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان بالصحراء الغربية CODESA، يعلن: 1_تضامنه المطلق مع كافة ضحايا الاختفاء القسري في العالم ومع كل الضحايا الناجين من السجون السرية المغربية و مع عائلات المختطفين الصحراويين ـ مجهولي المصير . 2_تحميله الدولة الإسبانية المسؤولية الكاملة في ما وقع من جرائم حرب و جرائم ضد الإنسانية في حق المدنيين الصحراويين أثناء تواجدها و بعد انسحابها بتاريخ 26 شباط / فبراير 1975 من الصحراء الغربية عبر اتفاقية مدريد الثلاثية غير الشرعية . 3_تجديد مطالبته الدولة الاسبانية بالكشف فورا عن مصير المختطف الصحراوي ” محمد سيدي إبراهيم بصيري ” مع فتح تحقيق مستقل في قتل الشهيد الصحراوي ” الحافظ بوجمعة ” متأثرا بالتعذيب بإحدى مراكز الشرطة الاسبانية . 4_تنديده باستمرار قوة الاحتلال المغربي في عدم الكشف عن مصير المئات من المختطفين الصحراويين ـ مجهولي المصير و في عدم الإقرار بظروف و ملابسات و السياق العام ، الذي بموجبه تعرض الآلاف من المدنيين الصحراويين لجرائم الحرب و الجرائم ضد الإنسانية ، بما في ذلك حقيقة اختفاء مجموعة متكونة من 15 شابا صحراويا تتهم عائلاتهم قوة الاحتلال المغربي باختطافهم منذ تاريخ 25 كانون أول / ديسمبر 2005 ، بالتزامن مع المظاهرات السلمية للمدنيين الصحراويين المطالبة بحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير. 5_شجبه لمختلف ممارسات قوة الاحتلال المغربي في إخفاء و محو مجموعة من مراكز المخابئ السرية و في عدم الكشف عن أماكن تواجد مقابر المئات من الشهداء الصحراويين في محاولة لطمس الحقيقة و القضاء على الذاكرة الجماعية، التي لا زال الضحايا الصحراويون يعانون من بشاعتها و خطورتها . 6_دعوته اللجنة الدولية للصليب الأحمر و الفريق العامل المعني بحالات الاختفاء القسري أو غير الطوعي و التحالف الدولي لمكافحة حالات الاختفاء القسري و كافة المنظمات الحقوقية و الإنسانية الدولية الضغط على الدولة الإسبانية بصفتها المُستعمرة السابقة و على قوة الاحتلال المغربي للكشف عن مصير ما تبقى من المختطفين الصحراويين و العمل على مبدأ عدم الإفلات من العقاب. 7_مطالبته مجددا المجتمع الدولي إلى الإسراع بإجراء تحقيق دولي حول جرائم الحرب و الإبادة و الجرائم ضد الإنسانية المرتكبة من طرف قوة الاحتلال المغربي، باعتبارها جرائما خطيرة تظل مستمرة نتيجة مصادرة حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير. العيون المحتلة بتاريخ: 30 آب / أغسطس 2023 المكتب التنفيذي لتجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان بالصحراء الغربية CODESA