بعد 15 سنة من السجن : ثاني أقدم سجين رأي صحراوي بالصحراء الغربية الرمز الوطني “يحي محمد الحافظ إعزى” يعانق الحرية من جديد ( + تقرير حقوقي مفصل من ستة صفحات).
بتاريخ 01 آذار/ مارس 2023 يعانق المدافع عن حقوق الإنسان و سجين الرأي الصحراوي ” يحي محمد الحافظ إعزى ” نسيم الحرية بعد قضائه رهن الاعتقال السياسي مدة 15 سنة، متنقلا بين عدة سجون مغربية عانى خلالها من التعذيب الجسدي و النفسي و من سوء المعاملة و من تدهور وضعه الصحي نتيجة مضاعفات الإضرابات عن الطعام و الإهمال الطبي .
و كان المدافع الصحراوي عن حقوق الإنسان ” يحي محمد الحافظ إعزى ” قد تعرض للاعتقال السياسي ، و هو يبلغ من العمر 42 سنة ، ليغادر السجن المحلي بمدينة اخريبڭة / المغرب ، و هو في سن الـ 57 سنة ، حيث من المنتظر أن يظل يشتكي من عدة أمراض نتيجة ما تحمل من صنوف المعاناة بسجون قوة الاحتلال المغربي.
و جاء استهداف و اعتقال ” يحي محمد الحافظ إعزى ” بتاريخ 01 آذار/ مارس 2008 من داخل متجره بمدينة الطنطان بالتزامن مع مجموعة من الاختطافات و الاعتقالات السياسية خضع لها العديد من شبان المدينة على خلفية تنظيمهم لوقفة احتجاجية بالأعلام الوطنية الصحراوية و الشعارات المطالبة بحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير بمناسبة تخليد الشعب الصحراوي للذكرى 32 لإعلان تأسيس الجمهورية العربية الصحراوية الديموقراطية .
و خضع ” يحي محمد الحافظ إعزى ” و مجموعة من رفاقه للاستنطاق البوليسي المصحوب بالتعذيب الجسدي و النفسي و لمختلف الممارسات المهينة و الحاطة من الكرامة الإنسانية بمقر مفوضية الشرطة بمدينة الطنطان قبل أن يتم ترحيله بتاريخ 04 آذار / مارس 2008 إلى مدينة أڭادير / المغرب ، حيث تم تقديمه و رفاقه أمام الوكيل العام للملك و قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف بتهم جنائية قبل الإحالة على السجن المدني بإنزڭان / المغرب .
و بداخل هذا السجن تعرض ” يحي محمد الحافظ إعزى ” ، وهو مضرب عن الطعام للتعذيب الجسدي إلى جانب مجموعة من رفاقه من قبل إدارة السجن ، التي أقدمت على ترحيله بالقوة صحبة رفيقه ” الناجم المحجوب بوبا ” إلى السجن المحلي أيت ملول / المغرب ، أين ظلا يخضعان من جديد للتعذيب الجسدي و النفسي و سوء المعاملة في زنزانتين عقابيتين قبل تقديمهما رفقة رفاقهما للمحاكمة ابتدائيا و استئنافا و إصدار أحكاما غير شرعية و معدة سلفا من قبل الأجهزة الاستخباراتية المغربية ، و هي الأحكام التي تراوحت ما بين 04 سنوات و 15 سنة سجنا نافذا ، قضاها سجين الرأي الصحراوي ” يحي محمد الحافظ أعزى” متنقلا ما بين السجن المدني إنزڭان و السجن المحلي أيت ملول و السجن الفلاحي بتارودانت و السجن المحلي بوزكارن و المركب السجني لوداية بمراكش و السجنين المحليين مول البركي بآسفي و اخريبكة دون أن يستفيد و عائلته من حقوقه المكفولة في المواثيق و العهود الدولية ، خاصة المتعلق منها بتقريبه من عائلته ، التي ظلت تتكبد عناء و متاعب السفر و مصاريفه الباهظة . و بالموازاة مع ذلك ، أصدرت منظمة العفو الدولية بتاريخ 12 أيار / ماي 2009 بيانا تحت رقم MDE 29/004/2009 ، طالبت من خلاله التحقيق في مزاعم التعذيب الذي تعرض له المدافع الصحراوي عن حقوق الإنسان ” يحي محمد الحافظ إعزى” أثناء اعتقاله بغرض إرغامه على توقيع محاضر الضابطة القضائية ، و كذا مزاعم معاقبته في زنزانة إنفرادية ، موضحة أن المعتقل المذكور حكم عليه بـ 15 سنة سجنا ، في حين حكم على آخرين بـ 04 سنوات سجنا نافذا ، مؤكدة أن ” يحي محمد الحافظ” يعتبر مدافعا عن حقوق الإنسان ، باعتباره عضوا في الجمعية المغربية لحقوق الإنسان و عضوا تجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان ، الذي منع جمعه العام بالعيون / الصحراء الغربية بتاريخ 07 تشرين أول / أكتوبر 2007 من طرف السلطات ـ يضيف البيان ـ .
كما راسلت منظمة الخط الأمامي Front-Line ملك المغرب في قضية التعذيب و الحبس الإنفرادي الذي يخضع له ” يحي محمد الحافظ إعزى ” ، معربة عن قلقها الشديد عن لجوء إدارة السجن لمعاقبته و تعذيبه بتاريخ 03 أبريل 2009 رفقة 09 معتقلين سياسيين صحراويين بالسجنين المحليين إنزكان و أيت ملول ، مطالبة بإطلاق سراحه و بفتح تحقيق فوري وشامل في اعتقال و مزاعم التعذيب و سوء المعاملة التي تعرض لها ، مع اتخاذ جميع التدابير اللازمة لسلامة البدنية و النفسية .
وفي ذات السياق ، سبق للمكتب المركزي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان أن طالب بتاريخ 21/04/2009 في رسالة إلى المندوب العام للسجون بفتح تحقيق فيما تعرض له المعتقلون الصحراويون بسجن إنزڭان بناء على مجموعة من الشكاوى تقدمت بها عائلات هؤلاء المعتقلين بعد تعرضهم للاعتداء بتاريخ 03/04/2009 من قبل موظفي السجن المذكور ، الذين قاموا بتكبيل أيادي المعتقلين إلى الوراء و تجريد البعض منهم من ملابسه و تعذيبهم عن طريق “الفلقة ” مع شتمهم و إهانتهم و حجز العديد من حاجياتهم الخاصة قبل تفريقهم على زنازن أخرى.
و في إطار إهتمام ذات الجمعية بهذه القضية ، أصدر كذلك المكتب المركزي بتاريخ 31 أيار/ ماي 2009 بيانا طالب من خلاله كذلك إطلاق سراح ” يحي محمد الحافظ إعزى ” ، متطرقا إلى وضعيته الصحية المتدهورة نتيجة مضاعفات الإضراب المفتوح عن الطعام ، الذي كان قد خاضه منذ 04 نيسان / أبريل 2009، و الذي كان قد نقل في وضعية حرجة إلى غرفة الإنعاش بمستشفى الحسن الثاني ، محملا (البيان) السلطات المغربية المسؤولية فيما قد ينتج عن ذلك الوضع المهدد لحياته و لسلامته البدنية.
و باستعادة المدافع الصحراوي عن حقوق الإنسان ” يحي محمد الحافظ إعزى ” لجزء من حريته ، يكون ثاني سجين رأي سياسي يقضي سنوات طويلة رهن الاعتقال السياسي بعد معتقل الرأي الصحراوي “سيدي محمد ددش “، الذي تجاوزت مدة اعتقاله 23 سنة قضاها بالسجن المركزي بالقنيطرة / المغرب قبل معانقته الحرية من جديد بتاريخ 07 تشرين ثاني / نوفمبر 2001 بمبادرة و ضغط من منظمة العفو الدولية.
كما أنه و بمغادرة سجين الرأي الصحراوي ” يحي محمد الحافظ إعزى ” السجن، يكون آخر السجناء من مجموعته المكونة من 17 سجينا سياسيا استعادوا هم الآخرين حريتهم في أوقات متفرقة بعد مرور 04 سنوات و هم رهن الاعتقال السياسي ، باستثناء معتقل واحد غادر السجن بعد أن ظل رهن الاعتقال الاحتياطي لمدة 07 أشهر بسبب محاكمته بالسجن الغير النافذ.
إن المكتب التنفيذي لتجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان بالصحراء الغربية ، الذي تابع كل تفاصيل اعتقال و محاكمة و الظروف القاسية و المزرية للمدافع الصحراوي عن حقوق الإنسان ” يحي محمد الحافظ إعزى ” و باقي رفاقه بمختلف السجون المغربية ، يعلن ما يلي :
1 / تهنئته للمدافع الصحراوي عن حقوق الإنسان و سجين الرأي ” يحي محمد الحافظ إعزى ” بمناسبة استنشاقه لنسيم الحرية و عودته لوطنه و من خلاله عائلته التي عانت الشيء الكثير من مدة اعتقاله الطويلة . 2 / تحميله قوة الاحتلال المغربي مسؤولية ما ترتب من نتائج قد تنعكس على وضعه الصحي نتيجة سنوات الاعتقال السياسي الطويلة و الظروف المزرية المصحوبة بالتعذيب و سوء المعاملة بمختلف السجون المغربية التي يكون قد مر منها . 3 / تضامنه المطلق مع مجموعة الطلبة و السجناء السياسيين الصحراويين المضربين عن الطعام منذ أكثر من أسبوع ، احتجاجا منهم على استمرار قوة الاحتلال في اعتقالهم غير الشرعي و تعذيبهم داخل السجون المغربية . 4 / تجديده الدعوة للجنة الصليب الأحمر الدولي لزيارة السجناء السياسيين الصحراويين و متابعة أوضاعهم داخل السجون المغربية مع العمل الجاد و المسؤول على ضمان حمايتهم و الإسراع في اتخاذ كل الإجراءات الضرورية لنيل حريتهم و الحفاظ على سلامتهم البدنية و العقلية ، على اعتبار أن اعتقالهم و محاكماتهم السياسية جاءت مرتبطة بقضية الصحراء العربية ، المسجلة في الجمعية العامة للأمم المتحدة كقضية تصفية استعمار. 5 / مطالبته المجتمع الدولي و كافة المنظمات الحقوقية الدولية بالتدخل العاجل لحماية المدنيين الصحراويين و لاستعادة كافة السجناء السياسيين الصحراويين لحريتهم المسلوبة منهم قسرا بسبب مواقفهم السياسية من قضية الصحراء الغربية المحتلة مع المساهمة الفعلية لتمكين الشعب الصحراوي من كامل حقوقه المكفولة في العهود و المواثيق الدولية ، و التي يبقى على رأسها الحق في تقرير المصير .
العيون المحتلة بتاريخ: 01 آذار / مارس 2023 المكتب التنفيذي لتجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان بالصحراء الغربية