تعود اليوم الثاني من يوليو ذكرى رحيل القائد الميداني والثوري المتشبع بقيم العطاء والتضحية الشهيد المحفوظ اعلي بيبا، وهي مناسبة باتت تخلد بشكل سنوي في اليوم الوطني للنائب، حيث رحل الشهيد وهو يترأس المجلس الوطني الصحراوي في الثاني من يوليو 2010.
المحفوظ اعلي بيبا تاريخ من الملاحم:
عقب مظاهرات الطنطان، سنة 1972 قام بزيارة الى جنوب المغرب ومن هناك أصبح منسقا بين الحركة الجنينية ومناضلي المنظمة الطليعية لتحرير الصحراء.كعضو مؤسس للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (جبهة البوليساريو) في 10 ماي سنة 1973. عين مسيرا عاما لفرعها الاساسي بمدينة العيون المحتلة، حيث اشرف حينها على تنظيم الفروع في كل ضواحي مدينة العيون، و شكل مع عدد من رفاقه اول خلية فدائية.
أنتخب عضوا باللجنة التنفيذية لجبهة البوليساريو سنة 1974، حيث عين مسؤولا للتنظيم السياسي ـ تاطير وتنظيم الفروع والخلايا- داخل المدن والمداشر الصحراوية الخاضعة للسيطرة الاسبانية وذلك حتى سنة 1976.
كان من بين أعضاء وفد الجبهة الذي أشرف على أول مؤتمر الوحدة الوطنية بعين بنتيلي اكتوبر 1975 رفقة الشهيد الولي، وقد ساهم بفعالية في التحضير لهذا الحدث الوطني عقب جولته على عدد من المناطق التي توجد بها كثافة سكانية صحراوية مساهماً في دعوتها للمشاركة في ملتقى عين بنتيلي التاريخي، كما قاد بعد ذلك المفاوضات مع السلطات الاسبانية في نهاية اكتوبر 1975 بالمحبس حيث التقى الجنرال فيديريكو كوميث دي سالازار الحاكم العسكري والمدني الإسباني ـ آنذاك ـ ومساعديه، ونتج عنه تبادل الأسرى بين الجبهة واسبانيا.
ترأس وفد الجانب الصحراوي في اللجنة الإسبانية ـ الصحراوية لتطبيق الخطة الإنتقالية المؤدية الى الإستقلال.
عين يوم 1 فبراير 1976 مساعدا للأمين العام للجبهة بإقتراح من الشهيد الولي، وشارك الى جانبه في الإعلان عن ميلاد الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية يوم 27 فبراير 1976، وكان أول أمين عام بالنيابة لجبهة البوليساريو بعد إستشهاد الولي مصطفى السيد الى غاية تسليم تلك المهمة لأمينها العام المنتخب في المؤتمر الشعبي العام الثالث في شهر غشت ـ أوت 1976.
لعب دورا محوريا في تنظيم الإدارة الوطنية أواخر سنة 1975 وبداية 1976 فأشرف على سير التعليم والصحة وعايش معاناة الصحراويات والصحراويين إبان الغزو الملكي المغربي، وقد ساهم في التخفيف من آلامهم لاسيما بالتواجد الميداني معهم.
عين وزيراً للداخلية والعدل في أول حكومة صحراوية في 04 مارس 1976 من أجل تقوية الإدارة الصحراوية وتكوين أطر كفؤة، حيث اشرف على تسيير المؤتمرات الشعبية الأساسية الأولى في أبريل 1976، ودأب على ذلك الى غاية مؤتمر عموم الولايات الذي انعقد سنة 1980.
شارك في الوفد الصحراوي المفاوض مع موريتانيا في باريس 1978، و في الوفد الصحراوي المفاوض مع المغرب بالجزائر 1983، و في لقاء الجبهة وملك المغرب في مراكش 1989، كما كان عضوا في الوفد الصحراوي في لقاء الجبهة وولي العهد المغربي ـ آنذاك والملك الحالي ـ في الرباط سنة 1996.