ملخص مداخلة المحجوب مليحا عضو اللجنة الإدارية ورئيس لجنة العلاقات الخارجية لتجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان بالصحراء الغربية CODESA في الندوة الدولية بجنيف :
١- تعريف بمن اكون و الانشطة التي اقوم بها و المنظمات التي انشط بها: رئيس لجنة العلاقات الخارجية بتجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الانسان بالصحراء الغربية CODESA. و ناشط مع المرصد الدولي لحماية ثروات الصحراء الغربية، ناشط صحراوي يزاول الترافع الدولي التطوعي عن قضية الصحراء الغربية لدى المؤسسات الدولية بما فيها الامم المتحدة و الاتحاد الاوروبي بالاضافة الى العمل على الدعاوي القضائية المرفوعة لدى محكمة العدل الاوروبية.
2- كيف تم اكتشاف برنامج بيغاسوس على هاتفي المحمول: في الاول من نوفمبر 2021 ، و بعد جولة الى الولايات المتحدة الامريكية توصلت برد عبر الايميل من وزارة الخارجية الامريكية، و لاحظت ان الايميل قد تم فتحه و الاطلاع عليه قبلي و هو ما أحدٍ شكوكا سابقة بوجود برنامج خبيث على جهازي المحمول. قمت بالاتصال بمختبر منظمة العفو الدولية و بعد اجراء فحوصات معمقة تم التاكيد على ان برنامج بيغاسوس موجود في هاتفي منذ يناير 2021 على الاقل.
4- انعكاسات هذا الاستهداف: من المعروف ان برمجية بيغاسوس الخبيثة تمكن مستعمليها من اختراق حياتك الشخصية دون موافقتك على ذلك. بامكانهم معرفة نقاط ضعفك و نقاط قوتك، طبيعة عملك، و قنوات الاشتغال. يعرفون حتى الاشخاص القريبين منك، يمكنهم الوصول الى كاميرات الهاتف و تسجيل كل ما يدور حولك. باستهدافي بهذا البرنامج الغير اخلاقي اصبحت كمية هائلة من المعطيات الخاصة و الشخصية في يد اشخاص او مؤسسات تنوي بالضرورة الحاق الاذى بي و قد تستعمل ما لديها من معطيات بشكل غير اخلاقي ضدي كشخص او ضد نضالات الشعب الصحراوي بشكل عام. ليس ذلك فقط، بل ان كل الزملاء و الاصدقاء الذين اتواصل معهم اصبحو في خطر و خصوصا المدافعين عن حقوق الانسان المتواجدين بالجزء المحتل من الصحراء الغربية.
بالنظر الى حالات مشابهة تعرضت الى التجسس من طرف الاحتلال المغربي باستعما هذا البرنامج فسنعرف الهدف من استعماله، انظرو الى عمر الراضي و سليمان الريسوني و المعطي منجب و غيرهم.. كلهم انتهى بهم المطاف في السجون المغربية بملفات مفبركة.
3- اسباب الاستهداف: طبعا الى جانب العمل الحقوقي الذي يعري واقع الاحتلال في الصحراء الغربية و الدور التنسيقي الذي اقوم به بالاضافة الى شبكة العلاقات مع المنظمات الحكومية و الغير حكومية الدولية ثم الحضور الاعلامي المستمر كلها اسباب يعتبرها الاحتلال المغربي كافية لاستهداف كشخص و استهداف كل المناضلين و المدافعين الصحراويين عن حقوق الانسان.
اذا في حالتي، اعتبر شركة NSO هي المسؤول المباشر عن اساءة استعمال برمجيتها الخبيثة و اختراق اجهزتي الخاصة و التجسس علي بل مسؤولة كذلك عن التغطية على الاعمال الغير قانونية و الغير اخلاقية التي يقوم بها زبنائها من الدول الديكتاتورية و المساهمة في فرارهم من العقاب.
المغرب كان قد انكر استعمال بيغاسوس في البداية، بل ذهب الى مقاضاة الصحف الدولية التي تطرقت للموضوع قبل ان تؤكد شركة NSO نفسها و رسميين من الكيان الصهيوني ان المغرب فعلا هو احد زبناء بيغاسوس. انه من الصعب على بعض الدول ان تتخيل وجود انظمة مستعدة للتضحية بمواطنيها الابرياء و تقديمهم للغرب على انهم ارهابيون بهدف الوصول الى الدعم العسكري و السياسي و المالي الغربي.
للاسف هذا النوع من الانظمة الاستبدادية موجود، و لكم في المغرب المثال الحي على ذلك. نعم هناك قضايا امنية تفرض استعمال هذا النوع من البرامج المتطورة لحماية حياة الابرياء، و لكن ليس هناك اي مبرر لاستعمال هذه البرامج ضد المدافعين عن حقوق الانسان.
ان ثبوت سوء الاستعمال لبرنامج بيغاسوس يجعلنا امام تحدي كبير من اجل تقنين و تاطير استعمال هذا النوع من التكنولوجيا الفتاكة التي لا يمكن باي حال من الاحوال ان تكون بين ايدي انظمة استبدادية او دكتاتورية فبالاحرى قوى الاحتلال.
و هذه رسالة الى المشرعين عبر العالم للنظر بعمق في هذا النوع من الصناعات المتطورة من اجل :
– وضع نظام صارم لتنظيم بيع و توفير برامج التجسس – منع الانظمة السياسية السيئة السمعة و التي لا تحترم حقوق الانسان من الوصول الى هذه التكنولوجيا
– وضع قوانين دولية تمنع الشركات التي ثبت سوء استعمالها لتكنولوجيا التجسس من الحصول على الاجهزة و البنية التحتية الاساسية لتطوير هذا النوع من البرامج
– يجب القيام بتحقيق شامل حول الحكومات التي ثبت سوء استعمالها لهذه البرامج
– تطبيق انظمة العقوبات المدرجة في نظام ميثاق ماغنيتسكي للمسؤلين عن حقوق الانسان الامريكي و نظام العقوبات الاوروبي ذات الصلة.
كما اكد المحجوب مليحا عزمه على اتخاذ جميع الاجراءات القانونية ضد الجهات المسؤولة عن هذا الاختراق و مواصلة النضال من اجل حظر هذا النوع من البرمجيات و الشركات المطورة لها و تقنين هذا النوع من الصناعات على المستوى الدولي.