بعد مرور حوالي 09 أيام كاملة عن اختفاء المدني الصحراوي ” لحبيب أغريشي ” البالغ من العمر 48 سنة بمدينة الداخلة المحتلة ، أعلنت قوة الاحتلال المغربي في بلاغ صادر بتاريخ 16 شباط / فبراير 2022 عن الشرطة القضائية للاحتلال المغربي بالداخلة المحتلة ، عن قتل ” لحبيب أغريشي ” و حرق جثتة داخل مستودع يستغله مواطنا مغربيا يسمى ” يوسف العطاوي ” البالغ من العمر 27 سنة ، الذي تم العثور على جثته بتاريخ 09 شباط / فبراير 2022 بشاطئ البحر بالقرب من هذه المدينة بعد أن كان قد تم الاستماع إليه من قبل الشرطة القضائية في ارتباط بقضية اختفاء الضحية الصحراوي منذ تاريخ 07 شباط / فبراير 2022 ، قبل أن يخلى سبيله في سابقة غير مفهومة و غريبة بالنظر إلى طبيعة هذه القضية و خطورتها ، بالرغم من إدلاء العائلة بحجج و أدلة تثبت تورطه في اختطاف ابنها . و لم يتوقف هذا البلاغ عند فقط الإعلان عن جريمتي القتل و الحرق لإخفاء معالم الجريمة ، بل كشف عن مرتكب هذه الجرائم ، الأمر يتعلق ب ” يوسف العطاوي ” ، المتوفى في ظروف غامضة ، و الذي ترجح كل المعطيات – حسب هذا البلاغ – بأنه المشتبه فيه الرئيسي في ارتكاب جريمة القتل ، مؤكدا ( أي البلاغ ) على فرضية غرق القاتل ، مع العلم أن رخصة الدفن رقم 0090 – 2022 الصادرة عن المكتب الجماعي لحفظ الصحة تؤكد أن طبيعة الوفاة ناتجة عن القتل العنيف (MORT VIOLENTE) . و قد جاء هذا البلاغ مباشرة بعد صدور بلاغ الوكيل العام للملك بمحكمة قوة الاحتلال المغربي بمدينة العيون المحتلة ، و هو البلاغ الذي مهد بشكل واضح لما جاء من معلومات في البلاغ الأول، تخص بالأساس الإعلان عن قتل الضحية و المدني الصحراوي ” لحبيب أغريشي ” و حرقه بواسطة مادة البنزين و عن فرضية غرق القاتل و المشتبه فيه الرئيسي ” يوسف العطاوي ” ، مع ما تمت الإشارة إليه من معلومات أخرى متعلقة بمسرح الجريمة و آثار الدم وبقايا عظام متفحمة و أسنان بشرية و رفع لعينات من الحمض النوي بهدف الكشف عن معالم هذه الجريمة . و الملاحظ على البلاغين أنهما : 1 – لم يذكرا اسم المختفي و اسم المفترض أنه القاتل أو المشتبه فيه الرئيسي ، مع العلم أن : + عائلة المختفي و الضحية الصحراوي ” لحبيب أغريشي ” تقدمت بشكوى و بإفادات تساهم في الكشف عن الحقيقة ، و ظلت أيضا منذ لحظة اختفاء ابنها تحتج سلميا و تطالب بالكشف عن مصيره . + المشتبه الرئيسي فيه سبق و أن تم الاستماع إليه من قبل شرطة قوة الاحتلال المغربي بالداخلة المحتلة. 2 – بلاغ وكيل العام للملك بمحكمة قوة الاحتلال المغربي لم يذكر صفة أو مهنة المختفي و الضحية الصحراوي ” لحبيب أغريشي ” و لا عملية الاستماع إلى ” المشتبه فيه الرئيسي ” المسمى ” يوسف العطاوي ” من قبل شرطة الاحتلال بالداخلة المحتلة. 3 – البلاغان معا لم يتطرقا إلى سيارة المختفي و التاجر الصحراوي ” لحبيب أغريشي ” ، التي وجدت متوقفة في شاطئ فم البيْر ضواحي مدينة الداخلة المحتلة ، بالرغم من إخبار الشرطة بمكان تواجدها و من مباشرتها للتحقيق و إزالة عينات من البصمات على ذات السيارة ، التي – حسب بعض الإفادات – ، تم تسليمها للعائلة قبل انتهاء التحقيقات في هذه القضية. و في شريط فيديو مصور ، تطرقت إحدى الشهادات إلى اختفاء المدني و التاجر الصحراوي ” لحبيب أغريشي ” و إلى اكتشاف عائلته وجود سيارته متوقفة بشاطئ البحر ، حيث تم الاتصال بالشرطة قصد التبليغ عن الحدث قبل أن تهتدي العائلة عبر كاميرات فيديو مثبتة بأحدى الأماكن بشوارع مدينة الداخلة المحتلة إلى وجود سيارة كانت وراء سيارة ابنها ، و هو ( أي العائلة ) بعد تمكنها من معرفة صاحب السيارة و التبليغ عنه لدى شرطة قوة الاحتلال ، قامت هذه الأخيرة باستدعائه و الاستماع إليه قبل أن تخلي سبيله ، و يتعلق الأمر بالمسمى ” يوسف العطاوي “، الذي – حسب الشهادة – لم يعد إلى منزل عائلته إطلاقا قبل أن يعلن عن العثور على جثته منزوعة الملابس ( عارية ) مرمية بشاطئ المدينة يومين بعد اختفاء الضحية الصحراوي ” لحبيب أغريشي “. https://www.youtube.com/watch?v=O0c5NkuoiWc و في ذات السياق استمرت هذه العائلة مدعومة بمختلف شرائح و فئات المجتمع الصحراوي في التظاهر و الاحتجاج السلمي، المطالب بالكشف عن مصير المختفي الصحراوي ” لحبيب أغريشي ” ، كما يظهر شريط الفيديو ذلك بعد مرور 08 أيام عن هذا الاختفاء . https://www.youtube.com/watch?v=Zk8Sb4ATZJo لكن ، و بعد مرور 09 أيام من الاحتجاج السلمي ، تفاجئ أفراد العائلة و كل المتضامنين معها في محنتها ، بالشرطة القضائية بالداخلة المحتلة ، تخبرهم بقتل المختفي الصحراوي ” لحبيب أغريشي ” و حرق جثته من قبل المواطن المغربي “يوسف العطاوي”، كما يحكي أخ الضحية في هذه الشهادة المؤثرة . https://www.youtube.com/watch?v=C9ZJnF8_6so و على هذا الأساس : و حيث إن اختفاء المدني و التاجر الصحراوي ” لحبيب أغريشي ” و إقرار قوة الاحتلال المغربي قتله و حرقه لإخفاء جثته من قبل مواطن مغربي كان قبل الإعلان هو الآخر عن وفاته قد خضع للاستماع لدى الشرطة القضائية بالداخلة المحتلة ، بات مثيرا و خطيرا يمس من الحق في الحياة و السلامة البدنية و الأمان الشخصي ، و حيث إن المعطيات المعروضة في البلاغين تقود إلى استنتاجات تؤكد حدوث جرائم الاختطاف و القتل و الحرق ضد المختفي الصحراوي ” لحبيب أغريشي ” من قبل مواطن تم العثور على جثته في وفاة غامضة ، و في غياب تام لشهود عيان أو متورطين محتملين يؤكدون ارتكاب هذه الجرائم جميعها من طرف المشتبه فيه الرئيسي، و حيث إن بلاغ الشرطة القضائية للاحتلال المغربي بالداخلة المحتلة أشار إلى ” أن عمليات التمشيط المكاني مكنت أيضا من اكتشاف اثار حريق في مكان خلاء غير بعيد عن مسرح الجريمة ، و تم العثور فيه على بقايا عظام متفحمة و أسنان بشرية …”، في وقت لم يتم فيه إخبار أفراد العائلة عنها في زمنها المحدد ، بالرغم من العثور على جثة المشتبه فيه الرئيسي قبل مرور حوالي أسبوع عن وفاته و مرور 09 أيام عن اختفاء ابنها ، و حيث إن نفس البلاغ أشار في ذات السياق ” … أن التاجر الذي عثر على جثته بشاطئ البحر كان قد اقتنى خمسة عشر لترا من البنزين في حاوية …” ، و حيث إن عملية حرق جثة بشرية يحتاج إلى فرن تكون فيه درجة الحرارة ما بين 800 و 1000 درجة مئوية في مكان مسخن مسبقا و مغلقا لتفادي هدر الحرارة ، حيث يتم اللجوء إلى استعمال أنواع البنزين و الغاز الأكثر اشتعالا حتى تتفحم و تذوب عظام الجثة بشكل نهائي ، وحيث إنه من الغرابة أن تقوم أجهزة شرطة قوة الاحتلال المغربي بسهولة على إخلاء سبيل شخص ما في جريمة معينة كيفما كانت طبيعتها و نوعها بعد الاستماع إليه دون أن تتوصل بقدر كاف من المعلومات المهمة ، خصوصا في قضية تتعلق بالاختفاء، ذلك أنها تتوفر على الوسائل الممكنة و في أسرع وقت للوصول لمرتكب الجريمة دون حتى الاستماع إليه ، مع العلم أن هذه الأجهزة : + معروفة على المستوى الدولي بتفكيك و اكتشاف الخلايا الإرهابية النائمة و اعتقال المتورطين فيها قبل الشروع في أنشطتهم، فما بالكم بشخص تم لاحقا اعتباره مشتبها فيه رئيسيا في قضية الاختطاف و القتل و الحرق بعد الاستماع إليه و العثور على جثته بشاطئ البحر . + تلقيها لشكوى من عائلة المختفي ” لحبيب أغريشي ” ، معززة بأشرطة فيديو تتهم من خلالها “يوسف العطاوي” ، المشتبه فيه الرئيسي في هذه القضية . و حيث إنه لا يعقل حسب ما جاء في البلاغين أن يقوم الشخص المشتبه فيه الرئيسي بعمليات الاختطاف و القتل ثم نقل الجثة و حرقها لوحده في الخلاء بالقرب من مستودعه، فإن تجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان بالصحراء الغربية CODESA ، يعلن ما يلي : أولا : انشغاله العميق حول قضية اختفاء التاجر و المدني و الصحراوي ” لحبيب أغريشي ” و حول حياة المدنيين الصحراويين بالمدن المحتلة ، الذين باتوا ضحايا الجرائم ضد الإنسانية المرتكبة من قبل قوة الاحتلال المغربي. ثانيا : تضامنه المطلق مع عائلة المختفي و الضحية الصحراوي ” لحبيب أغريشي ” و مع ضحايا مختلف الجرائم ضد الإنسانية المرتكبة في حق المدنيين الصحراويين منذ تاريخ 31 تشرين أول / أكتوبر 1975 . ثالثا : مطالبته الأمم المتحدة و اللجنة الدولية للصليب الأحمر بضرورة إجراء تحقيق دولي يكشف عن مصير المختفي الصحراوي ” لحبيب أغريشي ” و عن ملابسات و ظروف و الجهة المسؤولة عن اختفائه ، مع ما يمكن أن يكون قد تعرض له من جرائم مست من حقه في الحياة . رابعا : تحميلة المسؤولية الكاملة لقوة الاحتلال المغربي في قضية : + اختفاء ” لحبيب أغريشي ” و في إخلاء سبيل أحد المستمعين إليهم في علاقة بهذا الاختفاء ، و الذي أكدت شرطة الاحتلال المغربي بعد الإعلان عن وفاته هو الآخر فرضية اعتباره المشتبه فيه الرئيسي في اختطاف و حرق جثمان الضحية الصحراوي. + العثور على جثة المسمى قيد حياته ” يوسف العطاوي ” مرمية على شاطئ بحر مدينة الداخلة المحتلة بعد مرور يومين فقط عن اختفاء المدني و التاجر الصحراوي ” لحبيب أغريشي ” ، و تسليم عائلته رخصة الدفن تؤكد أن وفاته ناتجة عن العنف . خامسا : مناشدته مجددا الأمم المتحدة و اللجنة الدولية للصليب الأحمر و كافة المنظمات الدولية المدافعة عن حقوق الإنسان و عن حقوق الشعوب في تقرير مصيرها بنفسها ، التحرك العاجل لحماية المدنيين الصحراويين و العمل على ضمان حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير .
العيون / الصحراء الغربية المحتلة : 18 شباط / فبراير 2022 المكتب التنفيذي لتجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان بالصحراء الغربية CODESA