في كل ذكرى تُطِل علينا تجدها أسوء من سابقتها ، معاناة تزداد يوما بعد يوم ، على مستوى الظروف المعيشية “الغير المقبولة” والتي بلغت ذروتها في الانتهاكات التي تُمارس على الرجل الشهم مصطفى الدرجة ، وكلمة شهم هنا لا تحمل المجاز ولا المجاملة ، فتلك خصلة أصيلة يتحلى بها عند اللزوم ، والتي يشهد له الجميع بها اضافة إلى حسن الخلق والمواقف النبيلة ، رغم كيد الكائدين وتعذيبهم النفسي والجسدي والعزل الانفرادي ، ليجعلوا من سجنه قبرًا حقيقيا .. إلا أنه مازال يواصل مسيرته النضالية رغم التعسفات اللاانسانية ، فالزيارات شبه منعدمة لبعد المسافة ، والوقوف لساعات طويلة أمام أبواب السجن مع انتظار أوامر عليا للسماح أو الرفض لمن سيزور ، ناهيك عن التواصل ، فالمكالمات الهاتفية لا تتعددى مدتها دقائق معدودات دونما اعتبار لِوَحشَتِه لأهله وأبنائه ، وأما الرياضة والفسحة أضحيا حُلمين يُرَاوِدا المعتقل لكسر ظلمة زنزانته القابعة بالحي الأمني بالمركز السجني الأوداية-مراكش ، خلافا لما تنص عليه عدد من معايير حقوق الانسان الدولية من التمتع بالحماية وحظر التعذيب والعقوبة البدنية والحبس الانفرادي لمدة طويلة في زنزانة مظلمة وغير ذلك من المعاملة القاسية اللاإنسانية أو المهينة .
كل هذا حرك مشاعر البعيد و القريب ، لإيمانهم بعدالة قضيته ، الشيء الذي حثهم على السير قدما متسلحين بقوة إرادة مستمدة من المعتقل ، فما شهادات المجتمع المدني إلا دليل واضح على اشتداد وطأة الظلم الذي أنطق الحجر وأغضب البشر .
وختاما نقول لأهل الباطل كفانا جادالا بباطلكم، واستخداما لقمعكم المتزايد ، قصد الترويع والتخويف لإخفاء الحق وإبطاله وإن كان ساطعا ، وأن هذه السياسة لا تنفع مع من كان مؤمنًا ومتشبثا بقضية تهمتها بكل بساطة هي “لا تهمة”!