سعادة السفير، أكتب إليكم بإلحاح وقلق شديدين لأسترعي انتباه مجلس الأمن إلى الحالة الخطيرة للغاية للناشطة الحقوقية سلطانة سيد إبراهيم خيا وعائلتها في مدينة بوجدور في مناطق الصحراء الغربية الواقعة تحت الاحتلال المغربي غير الشرعي.
ووفقاً لآخر التقارير الواردة من عائلة سيد إبراهيم خيا، قامت عناصر من قوات الأمن المغربية في الساعة الرابعة من فجر يوم الاثنين بمداهمة المنزل والاعتداء الوحشي على الناشطة الحقوقية سلطانة سيد إبراهيم خيا وعائلتها. وبعد رشها مواد كريهة الرائحة في جميع أنحاء المنزل كما تفعل في كثير من الأحيان قامت عناصر الأمن بحقن سلطانة قسراً بمادة غير معروفة مما كان لها حتى الآن آثار ضارة على صحتها.
إن جبهة البوليساريو تشجب بشدة هذا العمل الجبان والإجرامي الجديد الذي استهدف الناشطة الحقوقية سلطانة سيد إبراهيم خيا وعائلتها وكذلك الأعمال الإرهابية والانتقامية التي يقوم بها يومياً رجال الأمن المغاربة ضد المدنيين الصحراويين ونشطاء حقوق الإنسان والصحفيين في الأراضي الصحراوية المحتلة. وكما أشرنا في رسائلنا السابقة، فإن منزل عائلة سيد إبراهيم خيا في مدينة بوجدور المحتلة لا يزال تحت الحصار منذ 19 نوفمبر 2020 حيث تواصل سلطانة وشقيقتها الواعرة رفع العلم الوطني للجمهورية الصحراوية يومياً فوق منزلهما كعمل من أعمال المقاومة السلمية ضد الاحتلال المغربي غير الشرعي.
وبسبب ذلك، تتعرض الشقيقتان وعائلتهما يومياً للاعتداء الجسدي والتحرش الجنسي وغيره من ضروب المعاملة الهمجية والمهينة على أيدي رجال الأمن المغاربة والبلطجية التابعين للدولة. كما أن حالة السجناء السياسيين الصحراويين، بمن فيهم مجموعة إكديم إزيك، لاتزال تبعث على القلق بسبب الظروف المزرية التي يعيشونها داخل سجون دولة الاحتلال المغربية والممارسات المهينة والانتقامية التي يتعرضون لها على أيدي إدارة السجون المغربية. ولا يمكن لمجلس الأمن أن يواصل صمته المتواطئ والسلبي والوقوف مكتوف الأيدي في وجه الأعمال الإجرامية التي ترتكبها يومياً دولة الاحتلال المغربية ضد المدنيين الصحراويين والناشطين الحقوقيين والمدافعين عن حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة من الصحراء الغربية.
لقد دأبت الجمعية العامة للأمم المتحدة كل عام في قراراتها المتعاقبة على التأكيد على مسؤولية الأمم المتحدة تجاه شعب الصحراء الغربية كإقليم يخضع لعملية تصفية استعمار.
إن جبهة البوليساريو تدعو مجلس الأمن وجميع هيئات الأمم المتحدة ذات الصلة إلى تفعيل المسؤولية القانونية والأخلاقية للأمم المتحدة تجاه الشعب الصحراوي ولا سيما المدنيين الصحراويين الذين يعيشون في الصحراء الغربية المحتلة التي تظل تعاني تحت الحصار العسكري والتعتيم الإعلامي.
ولذلك فإن مجلس الأمن وهيئات الأمم المتحدة ذات الصلة مدعوة إلى اتخاذ تدابير عملية لحماية المدنيين الصحراويين، بما في ذلك من خلال إنشاء آلية دائمة لمراقبة حقوق الإنسان تابعة للأمم المتحدة في الصحراء الغربية المحتلة كعنصر أساسي من مسؤولية الأمم المتحدة تجاه الشعب الصحراوي طبقاً لقرارات الأمم المتحدة وممارساتها.
وأرجو ممتناً توجيه انتباه أعضاء مجلس الأمن إلى هذه الرسالة. وتفضلوا، سعادة السفير، بقبول أسمى عبارات التقدير والاحترام.
الدكتور سيدي محمد عمار ممثل جبهة البوليساريو بالأمم المتحدة والمنسق مع المينورسو .