شكلت الأغنية الصحراوية الأصيلة تاريخيا رديفا للنضال منذ إنطلاقة الثورة، مروراً بمراحلها المختلفة، ولطالما كانت أغاني الفنانة الصحراوية الكبيرة أشويطة وفرقة لجواد الوطنية فعل الكفاح على الأرض تسندها أشكال إبداعية فنية وأدبية مختلفة مازالت تؤازر الفعل النضالي إلى يومنا هذا.
فقد شكلت الأغاني الوطنية الصحراوية إنعكاساً مهماً لمراحل النضال وتأريخا لأحداثه، لترافق كل المرحلة النضالية التي رافقت ثورة العشرون ماي الخالدة منذ إندلاعها.
ففي وقت كانت الحرب وبناء مؤسسات الدولة الصحراوية وإنتفاضة الإستقلال السلمية المباركة ومعاناة معتقلينا في السجون المغربية تشتد، كانت الفنان الصحراوية أشويطة ورفاقها يبدعون في إنتاج أفضل الأغاني الشعبية.
فمن لا يعرف الفنانة أشويطة فهي التي إرتبط إسمها بالأغنية الوطنية الثورية الهادفة، من خلال رسالة الفن الأصيل فكانت نموذجاً فريداً في الأصالة وفريداً في تحدي الغزاة.
وفي إطار الهبة التضامنية مع معتقلي الرأي الصحراويين القابعون في السجون المغربية بشكل عام ومع الأسير الصحراوي مصطفى الدرجة بشكل خاص والذي يعاني من شتى أصناف العذاب النفسي والجسدي من داخل أسوار سجن الوداية بمدينة مراكش المغربية وبالضبط في الحي الأمني، أطلقت الفنانة أشويطة وفرقة لجواد الوطنية أغنية تضامنية جديدة لعام 2021 مهداة إلى الأسيرة الصحراوي مصطفى الدرجة وعائلته. بدأت كلمتها : “مصطفى عدل من لمجاد..ياسر بيها شعبو ينزاد…وانصر باللي فيه المفاد…لگديم ازيك ابشوف العين…وجاب التمجاد وجاب الزاد… لهليات المعتقلين“.
وقد شارك في الأغنية الجديدة مجموعة الفنانين المميزين على الصعيد الوطني والدولي ويتعلق الأمر بكل من : “محمد ولد النوف ولد أعبيدة، أركيبي ولد أحمد العربي، الوالي ولد سعيد، بابا ولد سيدي يوسف“.
وعند الإستماع إلى الأغنية التي تجدون تسجيلها في الفيديو أسفله سيتأكد لكم أنها فعلاً رائعة الإيقاع والمقام لتجسد الصوت الذي يجلجل في إصقاع الدنيا واعداً بغد أفضل للشعب الصحراوي الأبي الذي تأبى له الذل و الهوان وتخترق بصوتها الحصار والتعتيم المضروب على الصحراويين بالأرض المحتلة وجنوب مناطق وادنون وعلى منزل أهل خيا بمدينة بوجدور و جدران السجون ليقطع صمت القبور و يقول مجلجلاً لا والف لا للإحتلال المغربي ولا وألف لا لخيانة عهد الشهداء الأبرار عهد الأجيال المتلاحقة حتى الإستقلال التام.