في معرض حديثها عن الازمة التي افتعلها المغرب مع المانيا, تساءلت صحيفة النهار الللبانية في عددها امس الاحد عن الاساس الذي اقام عليه المغرب ادعاءاته بان “مصلحة ألمانيا في استمرار النزاع حول الصحراء الغربية”.
بالقول انه اذا اخذنا بعين الاعتبار ان المانيا “تستثمر في المغرب ولديها عدد من المشاريع الكبرى، وتقدم هبات مالية للدولة المغربية للنهوض بالاقتصاد وخلق فرص العمل؟
وتضيف : “هل موقف برلين من هذه القضية مبدئي، وبالتالي فهي لا ترغب في التخلي عنه قيد أنملة برغم العلاقات المتميزة مع الرباط، والتي ساءت في الفترة الأخيرة بعد التصريحات المتبادلة بين مسؤولي البلدين؟”.
لتجيب بالقول انه “على ما يبدو ترغب ألمانيا في الاحتفاظ بعلاقات جيدة مع كل من المغرب والجزائر المساند الرئيسي لجبهة البوليساريو في هذا الملف تحديداً، وبالتالي فهي غير راغبة في السير على خطى الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي أقر بمغربية الصحراء مقابل تطبيع المغرب مع إسرائيل قبيل مغادرته للحكم بأيام معدودة”.
وتضيف في نفس السياق ” لذلك أدلى بعض المسؤولين الألمان بتصريحات حاسمة وصارمة تجاه المغرب الذي ربط بين هذا الموقف الألماني غير المساند لمغربية الصحراء، وعدم دعوة الرباط الى مؤتمر برلين حول ليبيا منذ أكثر من عام”.
لتخلص الى القول ” فلا يبدو إذاً أن الألمان سيرضخون للهجة الصارمة للدبلوماسية المغربية تجاههم، والتي وصفها وزير الدولة الألماني للشؤون الأوروبية مايكل روث بأنها ابتزاز للأوروبيين الذين استفاد منهم المغرب لخلق فرص الشغل ودعم الاستثمار.
وبالتالي فإن هناك تلويحاً على ما يبدو بإيقاف الدعم الألماني للاقتصاد المغربي إذا واصل المغاربة تهديد نظرائهم الألمان، والحديث بتلك اللهجة الصارمة التي لم يستسغها الجانبان الألماني والإسباني على حد سواء”.