أكدت رئيسة الهيئة الصحراوية لمناهضة الاحتلال المغربي، أمينتو حيدار، في حوار نشرته جريدة “البوبليكو” الاسبانية يوم أمس الخميس، أن انتهاكات الاحتلال المغربي تضاعفت ضد الصحراويين منذ عودة الكفاح المسلح، معتبرة أنه بات على اسبانيا قيادة تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية وليس فقط تحمل مسؤوليتها نحو الشعب الصحراوي. وذكرت أمينتو حيدار بالحصار المتواصل ضد أعضاء من هيئتها، وما يتعرضون له من تعذيب وانتهاكات مثل الناشطات الصحراويات، سلطانة خيا، التي تعيش هي وعائلتها حصارا لا إنسانيا لأكثر من ستة أشهر، ومينة اباعلي، المحاصرة هي الأخرى منذ عدة أسابيع، في حين يتعرض مدافعون آخرون للتعذيب والمضايقات والتعنيف، من قبيل عضو الهيئة لحسن دليل، علما أنه حامل للجنسية الاسبانية، تضيف أمينتو حيدار.
وفيما يتعلق بالازمة القائمة بين المغرب واسبانيا اعتبرت المدافعة الصحراوية عن حقوق الإنسان أن ما يقوم به المغرب هو أمر معتاد وليس بالشيء المفاجئ للصحراويين “فلطالما استعمل المغرب الأوراق التي بيده ضد الحكومات الاسبانية المتعاقبة للابتزاز”. «إن الحكومة المغربية، التي تمثل نظاما دكتاتوريا، لم تحترم يوما مواطنيها ولا شعبها، فعل تتوقعون أن تحترم شعبا جارا آخر؟” تتساءل أمينتو.
وفي هذا الإطار اعتبرت الناشطة الصحراوية أن هذه الأزمة أظهرت للاسبان أن المغرب لا يؤمن جانبه، وأنه بات لزاما على الحكومة الاسبانية الآن “ليس فقط تحمل مسؤولياتها، بل قيادة مسار تصفية الاستعمار وليس فقط تحمل المسؤولية، في الصحراء الغربية”.
من جهة أخرى عبرت المدافعة الصحراوية عن افتخارها، كصحراوية، بالموقف الشجاع الذي اتخذه رئيس الجمهورية الصحراوية، الأخ ابراهيم غالي، بتقديم إفادته وبشكل طوعي للمحكمة الاسبانية، مذكرة أن موقفه هو دليل على تمسك وتقدير المناضلين الصحراويين والشعب الصحراوي لقيم العدالة والحقوق. كما حيت في ذات السياق العدالة الاسبانية على التزامها بمقتضيات القانون، وعدم الوقوع ضحية للضغط الاعلامي والدعائي المغربي، “الذي كان يعتقد أنه يستطيع توظيفها لصالحه مثلما يفعل مع العدالة المغربية، التي يتلاعب بها ملك المغرب كما يشاء”.
وحذرت السيدة أمينتو من خطورة الوضع في المناطق المحتلة من الصحراء الغربية لاسيما بعد عودة الكفاح المسلح إلى واجهة الأحداث، مشيرة إلى ضرورة حماية المدنيين الصحراويين من الانتقام المغربي.