قال المبعوث الأممي الأسبق للصحراء الغربیة، كريستوفر روس، أن إدارة الرئیس الجديدة جو بايدن مطالبة بالعودة إلى الموقف الامريكي الداعم لمسار التسوية، بین جبھة البولیساريو والمغرب، التي اعتمدھا مجلس الأمن الدولي، مؤكدا أن قرار الرئیس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، الاعتراف للمغرب بالسیادة المزعومة على الصحراء الغربیة “متھور وخطیر”.
وقال الدبلوماسي الأمريكي، في منشور له على الفايسبوك، أنه ناقش في 14 أبريل الجاري، رفقة مستشار الأمن القومي الأمريكي الأسبق، جون بولتون، في برنامج نقابة المحامین في نیويورك، قرار ترامب، مضیفا أنه طالب ھو و بولتون “بإلغائه”، موضحا أن موقف بولتون نابع من اعتقاده بأن “إجراء استفتاء لتحديد مستقبل الصحراء الغربیة، لا يزال ممكناً ويجب إجراؤه”، مردفا “دعوت إلى إلغاء القرار من منطلق ايماني بالضرر الذي يحدثه”، مؤكدا في السیاق على خطورة قرار ترامب، مشیرا أنه حتى الآن “لا توجد دولة أخرى كبیرة – ولا حتى فرنسا – اتبعت ھذا المسار، لسبب وجیه”. كما أبرز روس، الذي تولى مھمة مبعوث أممي إلى الصحراء الغربیة من 1 يولیو 2009 إلى 8 مارس2017 ،أن “قرار ترامب كان مجانیا وغیر مبرر، لأن الصفقة الضمنیة التي ربطت القرار بتطبیع علاقات المغرب مع الكیان الصھیوني لم تكن ضرورية”وذلك لان “العلاقات بین المغرب والكیان طويلة الأمد ووثیقة، رغم أنھا في الغالب بعیدة عن أعین الجمھور، ولم تكن ھناك حاجة لتجمیلھا”.
ويرى روس بأن قرار ترامب كان “متھورا وخطیر “، لأنه “لم يتم التفكیر به كثیرا أو لم يتم التفكیر إطلاقا في تداعیاته على مستوى ثلاث جبھات، بدء من مسار المفاوضات، وعلى المنطقة، وأخیرا على سیاسة الولايات المتحدة”, وأضاف أنه “فیما يتعلق بعملیة المفاوضات المباشرة بین المغرب وجبھة البولیساريو التي اعتمدت عام 2007، لتحديد الوضع المستقبلي للصحراء الغربیة، فإن قرار ترامب ما لم يتم إلغاؤه، سیعمل على تعزيز مواقف الأطراف، من خلال انتفاء إمكانیة إجراء المفاوضات”, كما سیطیل من المصاعب التي يواجھھا اللاجئون الصحراويون.
وشدد كريستوفر روس أن قرار ترامب سیكون له تداعیات على المنطقة، حیث أن “جعل المفاوضات أكثر صعوبة سیؤدي إلى تأخیر أي تقدم نحو التنسیق الإقلیمي بشأن مكافحة الإرھاب وغیرھا من القضايا الأمنیة والتكامل الاقتصادي الإقلیمي”.
واستطرد كريستوفر روس قائلا: “التنسیق والتكامل ضروريان لأمن واستقرار ورفاھیة دول منطقة شمال إفريقیا والساحل، وبالتالي أوروبا”. من جانب آخر، أكد روس بشأن الجوانب المتصلة بالسیاسة الامريكیة أن “الخطوة التي قامت بھا الإدارة الامريكیة السابقة تتعارض مع تقلید قديم، قائم على الدعم الأمريكي لمبادئ عدم الاستیلاء على الأراضي بالقوة وحق الشعوب في تقرير مصیرھا”.
واعتبر كريستوفر روس أن قرار ترامب “يخل أيضا بالتوازن الدقیق لموقف الولايات المتحدة في المنطقة من خلال التخلي عن سیاسة الحیاد النسبي، وفك الارتباط الذي خدمھا جیدا لعقود، فیما يتعلق بالصحراء الغربیة”. وأكد أن ما قام به ترامب، “أضحى مصدر إزعاج لا داعي له” في العلاقات الجزائرية-الأمريكیة مشیرا إلى أن البلدين تربطھما “علاقات اقتصادية وتجارية وأمنیة مھمة”.