عقد فريق عمل التنسيقية الأوروبية لدعم الشعب الصحراوي نهاية الأسبوع الماضي، اجتماعاً موسعا خصص لتدارس الوضع الجديد في الصحراء الغربية والحالة الإنسانية في مخيمات اللاجئين الصحراويين، حضره إلى جانب، عضو الأمانة الوطنية للجبهة المكلف بأوروبا والاتحاد الأوروبي السيد أبي بشراي البشير كل من رئيس الهلال الأحمر بوحبيني يحيى بوحبيني ورئيس التنسيقية الأوروبية لدعم الشعب الصحراوي بيار غلان.
وقد افتتح الاجتماع بكلمة للمكلف بأوروبا والاتحاد الأوروبي، ركز خلالها على التطورات المتعلقة بالقضية الوطنية على مستوى الأمم المتحدة، الاتحاد الإفريقي وأوروبا ودول الجوار للجمهورية الصحراوية، وكذا على المستوى الميداني في ضوء تواصل الكفاح المسلح والعمليات العسكرية لجيش التحرير الشعبي الصحراوي.
وتطرق المسؤول الصحراوي إلى استمرار ومواصلة الاحتلال المغربي لانتهاكاته الجسيمة لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة وجرائمه ضد المدنيين والمناضلين الصحراويين على غرار حالة سلطانة خيا والمعتقلين السياسيين الصحراويين كحالة محمد لمين هدي.
وجدد المتحدث التأكيد على موقف جبهة البوليساريو وتمسكها بخيار الحل السلمي العادل على أساس الاستفتاء وحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والحرية والاستقلال، واستعدادها للتعاون ضمن خارطة الطريق التي رسمها الاتحاد الإفريقي في قرار مجلسه للسلم والأمن، مشددا على أن الوقت قد حان ليتخذ مجلس الأمن الدولي مقاربة أكثر جدية في التعامل مع النزاع ويوضح للمغرب أن مواصلة العرقلة لم تعد ممكنة، وأن تكون المقاربة الجديدة بالتأسيس على الاستفادة من دروس 30 سنة من فشل بعثة المينورسو والأمانة العامة في الإيفاء بوعودها للشعب الصحراوي.
وحذر للمكلف بأوروبا والاتحاد الأوروبي من التعامل مع النزاع على أن شيء لم يحدث منذ 13 نوفمبر، خاصة بعد انهيار وقف إطلاق النار ومسار التسوية وهو ما يتطلب رؤية عميقة لرسم إطار أكثر جدية للتفاوض بين المملكة المغربية والجمهورية الصحراوية. من جانبه، ركز رئيس الهلال الأحمر الصحراوي على الوضع الإنساني في مخيمات اللاجئين الصحراويين في ظل النقص الحاد الحاصل في الدعم الإنساني المترتب عن أزمة كوفيد19 وعن تقليص الدعم من الجهات الدولية المانحة للمنظمات العاملة في هذا المجال في مخيمات اللاجئين الصحراويين.
وقدم السيد بوحبيني يحيى بوحبيني، نداءً عاجلا خلال الاجتماع من أجل مساعدة اللاجئين الصحراويين في ظل الوضع الناتج عن أزمة كوفيد وأيضا المترتب عن عملية نزوح كل المواطنين الصحراويين الذين كانو داخل الأراضي المحررة إلى المخيمات بسبب الحرب، مما أدى إلى زيادة في العدد الكبير للمواطنين المعنيين بالعملية الإنسانية. وثمن المسؤول الصحراوي، البلد المضيف الجزائر على وقوفها الدائم إلى جانب الشعب الصحراوي والمجهود الكبير في المساعدة الإنسانية لشعبنا والتكفل باحتياجاته في مختلف المجالات وأبرزها المساعدات الكبيرة في ضوء أزمة كوفيد كتوفير مستشفى ميداني متعدد التخصصات وأيضا اللقاح المضاد للفيروس.
أما رئيس التنسيقية الأوروبية، فقد استعرض كل الأنشطة التي قامت بها التنسيقية على مستوى جنيف، الأمم المتحدة وأوروبا، وأيضا برنامج عملها والأنشطة التي ستعمل على تنظيمها خاصة لتخليد حدثي ذكرى الـ10 و20 ماي، كما توجه إلى حركات التضامن في أوروبا لمواصلة مساندة الشعب الصحراوي وتكثيف الجهود والضغط من أجل أن يتحمل مجلس الأمن الدولي مسؤولياته تجاه الشعب الصحراوي. وخلص الاجتماع الذي حضره ممثلون عن مختلف حركات التضامن، إلى الاتفاق على برنامج عمل خلال الشهر القادم، من خلال تنظيم مجموعة من الندوات والمظاهرات في مختلف العواصم الأوروبية للاحتفال مع الشعب الصحراوي بذكرى إعلان الجمهورية الصحراوية والكفاح المسلح.