شهادة المدافع الصحراوي عن حقوق الإنسان ” بابوزيد محمد سعيد لبيهي ” رئيس تجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الانسان بالصحراء الغربية (CODESA) بخصوص الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب المرتكبة من طرف قوة الاحتلال المغربي ضد عائلة ” سيد إبراهيم خيا ” بعد مرور أكثر من (04) أشهر من الحصار، و إخضاع المناضلة السياسية الصحراوية “سلطانة سيدي ابراهيم خيا ” (41) سنة، لإقامة جبرية، وبعد مضي أكثر من شهر من وقوفه ميدانيا كشاهد على هذه الجرائم إثر تمكنه و رفيقه “عتيقو محمد عمر براي” عضو المكتب التنفيذي لنفس المنظمة بتاريخ 21 شباط / فبراير 2021 من الوصول إلى منزل العائلة المحاصرة من كل الجهات.
يقول الشهيد الرمز الخالد ” الولي مصطفى السيد” :
” إن قدرة الشعب تتجلى في اندفاعاته لإحراز انتصارات، أما دور الإطارات بالنسبة للشعب فهو دور البنت إلى جانب أمها … البنتُ تحلبُ الماعز والأم تمخضُ الحليب … ضروري إذن توفر الحليب ومن ثم ضروري وجود من يمخضه للحصول على الزبدة “.
رغما من الحصار البوليسي و الإغلاق الشبه التام المفروض من قوة الاحتلال المغربي لكل المنافذ المؤدية لمنزل عائلة المناضلة الصحراوية “سلطانة سيد إبراهيم خيا”، تمكنت أنا “بابوزيد محمد سعيد لبيهي” و رفيقي “عتيقو محمد عمر براي” السجين السياسي الصحراوي السابق (قضى 03 سنوات بالسجون المغربية) بمساعدة أحد الرفاق العارفين بمسالك و شعاب المدينة، من النجاح و الوصول فجر يوم الأحد 21 شباط / فبراير 2021 إلى منزل عائلة “سيد إبراهيم خيا” بمدينة بوجدور المحتلة المحاصر لأزيد من 96 يوما من الإقامة الجبرية المفروضة على الناشطة السياسية والحقوقية الصحراوية “سلطانة سيد إبراهيم خيا”، وكذا أفراد عائلتها و كل من يساندها في معركتها النضالية السلمية.
وبخصوص تفاصيل يوم الالتحاق ( 21 شباط / فبراير 2021 ) ، حيث صادفنا مباشرة انقطاع التيار الكهربائي عن مدينة بوجدور المحتلة في حدود الساعة الخامسة (05:00) فجرا، و اطبق الظلام الحالك على شوارعها و أزقتها، مما شجعنا على المضي قدما في تنسيقنا مع المناضلة الصحراوية “سلطانة سيد إبراهيم خيا”، وقد انصب اهتمامنا في حينه على ايجاد طريقة أو ثغرة معينة بالسد الذي أقامته حراسة “شرطة” قوة الاحتلال المغربي حول منزل عائلتها، و اتفقنا معها على أن تترك لنا الباب مفتوحا جزئيا.
و بالفعل استطعنا ولوج المنزل رغما من الحصار المشدد والخانق، وبعيدا عن أعين عناصر قوة الاحتلال المغربي الذين كانوا واقفين بجانب المنزل من الجهتين الشمالية والجنوبية دون أن يتمكنوا من رؤيتنا، وبعد وصولنا للباب حيث كانت “سلطانة خيا” و أختها “الويعرة سيد ابراهيم خيا” (49) سنة واقفتان بالقرب منه، وبعد دخولنا بسرعة فائقة تم إقفال الباب، وحينها سمعنا هرولة عناصر قوة الاحتلال بعدما استشعروا و سمعوا حركة غير عادية وصوت صَرِير إقفال الباب دون أن يتمكنوا من فهم و إدراك ما ذا وقع.
كان صباحا استثنائيا بكل المقاييس ذاك الذي عشناه، جو مفعم بالترحيب وكرم الضيافة وحسن الاستقبال والخصال الحميدة المعروفة عن هذه العائلة المناضلة عائلة “أهل سيد إبراهيم خيا ” أو “أهل ودي” الاسم المعروف لدى الصحراويين، وبروح رفاقية ونضالية حرة تكابر جراح الوطن، وتحاكي ذلك الصراع الأبدي بين الحق والباطل.
وبالرغم من آثار التعذيب الجسدي البادية على وجهها “سلطانة خيا” ظلت شامخة كالطود العظيم، رغما من إصابتها سابقا على مستوى العين اليسرى قبل ذلك بــ (08) أيام بعد رشقها بالحجارة من طرف عناصر قوة الاحتلال المغربي بتاريخ 13 شباط / فبراير 2021 بعد مرور حوالي (03) أشهر من الحصار الخانق بسبب محاولتها توثيق عمليات السحل و الضرب و التعنيف الممارس على أختها وعائلتها من طرف عصابات إجرامية تنتمي لشرطة قوة الاحتلال المغربي، تلك الشبيهة بالقوة القمعية و الإجرامية التي سبق لها بتاريخ 09 أيار / مايو 2007 أن أقدمت بشكل سادي على فقئ العين اليمنى للمناضلة “سلطانة سيد إبراهيم خيا” بسبب مشاركتها في مظاهرة طلابية سلمية مطالبة بحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير، تلك التي نظمت بالحي الجامعي القاضي عياض بمدينة مراكش / المغرب.
اختها “الويعرة خيا” حكت لنا محاولة مجموعة من النساء بتاريخ 20 شباط / فبراير 2021 زيارة منزل عائلة “سيد ابراهيم خيا”، و يتعلق الأمر ب “أم المؤمنين عبد الله إبراهيم ” (55 ) سنة و “فاطمة محمد الحافظ الحافيظي ” (39) سنة و “بلة محمد الحافظ الحافيظي (33) سنة”، اللواتي منعن وتعرضن للركل و السب و لمختلف الممارسات المهينة و الحاطة من الكرامة الإنسانية من طرف عناصر قوة الاحتلال المغربي …
وكانت تحكي بدموع حارقة هذه البطلة كيفية خروجها، رافعة العلم الوطني الصحراوي من أجل مناصرة هؤلاء النساء الماجدات قبل أن تفاجأ بضربها و تعنيفها بواسطة عصا حديدية أصابتها إصابة بليغة على مستوى الرأس، وتفقد حينها الوعي لمدة تجاوزت (03) ساعات كاملة …
وتواصل المناضلة “الويعرة خيا” بنفس الحرقة والألم سرد المعاناة اليومية والمستمرة لعائلتها، فتقول عن اختها “أم المؤمنين سيد إبراهيم خيا ” (44) سنة، أو الملقبة بـــ ( بوطا)، كما يحلو للأم “متو” مناداتها بها، التي ظهر عليها الإرهاق الشديد وبدت شاحبة الوجه خائرة القوى …، …أنه بتاريخ 01 كانون الثاني/ يناير 2021 حدث ما يلي:
… ففي الوقت الذي كان فيه الجلادون يقومون بسحلي من الشارع العام لإرغامي على الدخول إلى المنزل بالقوة، وبينما كانت أختي”أم المؤمنين سيد إبراهيم خيا” تغالب مشاعرها وهي توثق ما يقع لي رغم فظاعته، لم تستطع المكابرة وهي ترى ابنها ” إدريس سعيد سيدي الزين ” البالغ من العمر سنتين يسقط مغمى عليه بعد أن أغلقت قوات الاحتلال علينا باب المنزل بشكل وحشي وهيستري مما عرض الصبي لخطر حقيقي، بعد حشره بين دفتي باب المنزل إثر محاولة الجلادين اغلاقه بقوة مفرطة، وبقي جسده الصغير محشورا نصفه داخل البيت ونصفه الآخر بالخارج، وتحت هول ما شاهدته من منظر لاإنساني أصيبت حينها بأزمة عصبية أدت إلى تعرضها للإجهاض وفقدان جنينها.
ولكم أن تتخيلوا معي كيف ستكون الحالة النفسية لسيدة مسنة “متو أمبيريك الناجم”، (83) سنة والدة “سلطانة” وعائلة”سيد إبراهيم خيا”، التي تعاني من أمراض مزمنة، ومع ذلك لم تسلم هي الأخرى من البطش والمعاناة والتعذيب طيلة مدة الحصار، حيث تعرضت بتاريخ 19 تشرين الثاني/ نوفمبر 2020 إلى السحل والضرب من طرف عناصر قوة الاحتلال المغربي، التي لم تكتف فقط بذلك، بل تمادت وازدادت غيا في حقارتها، فكل ليلة يتم الاتصال بها عن طريق الهاتف من طرف مجهولين يقومون بترويعها وترهيبها وسبها ونعتها بشتى الأوصاف القدحية… أستحضر هنا كذلك أننا سجلنا لمرات عديدة كيف تعرضت مباشرة للسب والشتم والتهكم والعنف اللفظي من قبل القوات القمعية للاحتلال التي شددت باب منزلها حصارا رهيبا و مخيفا…
وبعد حديث دام ل (06) ساعات متواصلة حكت فيه العائلة تفاصيل ما وقع خلال (96) يوما من النضال السلمي و الدفاع عن رفع العلم الوطني الصحراوي، وعن الحق قي الحرية و الكرامة، مقابل ما ارتكبته قوة الاحتلال المغربي من فظاعات وتعذيب و سحل و تحرش جنسي، و هي ممارسات كلها تصنف ضمن الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب التي تحتفظ العائلة بتوثيق بعض أحداثها، بالرغم من الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي عن المنزل …
وفي حدود الساعة الحادية عشرة (11:00) صباحا عاينا منع قوة الاحتلال المغربي لزيارات بعض المتضامنين الذين حاولوا بلوغ منزل عائلة أهل “خيا”، واستمرت المضايقات وكل أشكال المنع إلى حدود الساعة الثانية عشرة (12:00) حيث تمكنت المناضلة الصحراوية “فاطمتو مبارك بابي” (38) سنة، من اختراق الحاجز البوليسي للاحتلال والدخول بأعجوبة إلى المنزل بعد ارتباك ضباط و عناصر شرطة الاحتلال، وقد ضاعف من ارتباكهم اكتشافهم تواجدي أنا و رفيقي “عتيقو محمد عمر براي” (48) سنة داخل هذا المنزل .
وقد باشرنا عملنا النضالي كمدافعين عن حقوق الإنسان باسم تجمع المدافعين عن حقوق الإنسان بالصحراء الغربية، وبدأنا عملنا الحقوقي بتوثيق جرائم قوة الاحتلال المغربي، و أولها كان المنع، الذي طال مجموعة من المدنيين و النشطاء الحقوقيين و المدونين الصحراويين من الالتحاق بمنزل عائلة “سيد إبراهيم خيا” ( منزل الحرية و الكرامة للشعب الصحراوي ) …
و بالتوازي مع رصدنا لهذه الجرائم ضد الإنسانية المرتكبة في واضحة النهار في حق المدنيين الصحراويين، و التي عملت على بثها على المباشر “لايف LIVE” على صفحتي الشخصية المتواضعة بـــ “الفيسبوك”، كانت المناضلة “سلطانة” هي الأخرى تحاول توثيق الأحداث من خارج المنزل، لتفاجأ بتدخل عنيف من طرف عناصر قوة الاحتلال المغربي، التي قامت بضربها و سحلها وسرقة هاتفها النقال و محتوياته، ونتيجة لذلك أعلنت المناضلة “سلطانة” الدخول في إضراب عن الطعام و اعتصام رفقة أفراد عائلتها أمام منزلها بالشارع العام، احتجاجا على التعذيب و الحصار المطبق، و ظلت اليوم كله معتصمة إلى حدود الساعة (23:00) ليلا، حينما أعادت شرطة الاحتلال المغربي للمناضلة “سلطانة” هاتفها النقال المسروق بعد (10) ساعات من الحجز و المصادرة لتعلق اعتصامها وإضرابها عن الطعام المؤقت … .
و في اليوم الموالي استمرت قوة الاحتلال المغربي في تعنتها في منع المدنيين الصحراويين من زيارة منزل العائلة المحاصر، المنزل الذي مورست عليه، بكل سادية وعنف، شتى صنوف المعاملة الحاطة من الكرامة الإنسانية، ومختلف سياسات التركيع والإذلال والقهر وفرض الولاء الذي كان يصطدم بجبل المقاومة، والصمود الأسطوري لهذه العائلة المناضلة التي أصبحت اليوم مدرسة حقيقية للنضال، والتي أبدعت في خلق أشكال نضالية راقية نستقي منها، كتجربة كفاحية رائدة، دروسا في المقاومة والتحدي.
و بتاريخ 23 شباط / فبراير 2021 كنت و رفيقي، بصحبة أفراد من العائلة المقاومة، شهودا على رفض المناضلة “سلطانة سيد إبراهيم خيا” استلام استدعاء موجه لها من طرف قضاء الاحتلال المغربي بحكم أنه آلية من آلياته، كما أنها رفضت التعامل مع امتداداته، لكونه لا يملك أية شرعية لاستدعائها، متسائلة كيف لها أن تتحرك ، و هي المحاصرة رفقة عائلتها من طرف نفس قوة الاحتلال، وتفرض عليها إقامة جبرية و تعذيب مستمر يصل إلى حد محاولة المس بالحق في الحياة و السلامة الجسدية و الأمان الشخصي … ؟؟؟.
و بتاريخ 24 شباط / فبراير 2021، و في نقاش مع المناضلة “سلطانة سيد إبراهيم خيا” تحدثت عن رسالة لممثل قوة الاحتلال المغربي في الأمم المتحدة، و هي رسالة تحمل الكثير من التضليل والمغالطات، يتهمها فيها بمجموعة من التهم المفبركة والتي لا يمتلك عليها أية براهين أو حجج مادية، بل خطوة خطيرة ومكشوفة تحاول توفير الغطاء لشرعنة الجرائم المرتكبة في حقها كمدنية وناشطة حقوقية وسياسية صحراوية، و هو الاتجاه الذي سلكته كعادتها غالبية وسائل إعلام الاحتلال المغربي المرئية والمكتوبة والمسموعة، والتي انخرطت في مسلسل التشهير والسب والقذف والنعوت الحاطة من الكرامة…
و هنا أستحضر المشهد الوحشي حين كنت أوثق جريمة منع الأم “مانا أحمد العبد خيا” – عمة المناضلة الصحراوية “سلطانة سيد ابراهيم خيا”، وهي ضريرة و في السبعين من عمرها – من طرف قوة الاحتلال المغربي، التي صادرت حقها في زيارة منزل شقيقها في مشهد متجرد من كل ما هو إنساني يعكس بكل جلاء البعد السادي والهمجي الانتقامي حيث تم اجبارها بالبقاء تحت شمس حارقة تنتظر لساعات طوال وقذفها بكلمات جارحة ومهينة من قبيل : ( انت خاصك تموتي ..ريحي فدارك …)
و منذ هذه الهجمة، و بالتزامن مع ذكرى إعلان الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، كثفت قوة الاحتلال من حصارها على المنزل وعلى النشطاء السياسيين بمدينة بوجدور المحتلة، و بالرغم من ذلك فقد احتفلت بتاريخ 27 شباط / فبراير 2021 عائلة المناضلة الصحراوية “سلطانة سيد إبراهيم خيا” بهذه الذكرى داخل منزلها بترديد الشعارات الوطنية و الاغاني الثورية، و هو ما دفع بقوة الاحتلال المغربي إلى قطع التيار الكهربائي عن المنزل بهدف منع أفراد العائلة من استكمال الاحتفال، لكن العائلة ستقرر منذ تاريخ 28 شباط / فبراير 2021 تعليق وتثبيت العلم الوطني الصحراوي على النافذة الأمامية للمنزل، مع رفع الشعارات الوطنية والسياسية كشكل من الأشكال النضالية السلمية في مقاومة هذا الحصار و هذا الاحتلال البغيض …
خلال هذه المدة، وبعدما أصبحنا مصدرا حقوقيا وإعلاميا لنقل الجرائم والفظاعات المرتكبة، وفضح حقيقة الحصار من خلال بثنا للوقائع والأحداث عبر البث المباشر على “الفيس بوك برابط : “بابوزيد محمد سعيد “، حيث كنا نسجل نسبة مشاهدة عالية، و هو ما يعكس تماما المواكبة العامة لهذه الجرائم من طرف العموم، لهذا السبب كنا نتعرض للسب والشتم والتهديد بالانتقام و الاستهداف من طرف عناصر قوة الاحتلال المغربي المنتشرة في كل جنبات ومحيط المنزل، وفي يوم 28 شباط / فبراير تعرض رفيقي “عتيقو محمد عمر براي” للرشق بالحجارة من طرف عناصر قوة الاحتلال المغربي على الساعة (15:00)، حينما كان يوثق من النافذة الشمالية للطابق العلوي مشاهد منع وقمع الزوار و المتضامنين .
وقد ظل رفيقي “عتيقو محمد عمر براي” يتعرض للاستفزاز والسب والتهديد طيلة مدة الــ (10) أيام إلى أن اضطررته ظروف قاهرة بتاريخ 02 آذار/مارس على الساعة (12:30) للتوجه إلى منزل عائلة “أمبارك ولد بابي”، حيث حاصرته قوة الاحتلال المغربي بعد استقباله من طرف نشطاء ومناضلي ومناضلات بوجدور، قبل مغادرته لهذه المدينة متوجها إلى مدينة الداخلة المحتلة حيث تعرض للتوقيف بنقطة المراقبة جنوب بوجدور المحتل من طرف عناصر درك قوة الاحتلال المغربي لساعتين تقريبا، وللتوقيف المستمر في نقاط التفتيش المتبقية الفاصلة بين المدينتين المحتلتين…
وبعد سلسلة من الممارسات القمعية قامت قوة الاحتلال المغربي بخطف العلم الوطني من نافذة منزل العائلة، لكن هذه الأخيرة وضعت علما أخر مكانه، حاولت مرة أخرى عناصر شرطة الاحتلال المغربي اقتلاعه وفشلت في ذلك، فاستعانت بتاريخ 03 آذار / مارس 2021 بصنارات صيد من الحجم الكبير حادة تم تثبيتها على عمود خشبي بغية انتشال العلم الوطني، ولكن هذه العملية أيضا باءت بالفشل بعد مقاومة سلمية من المناضلة “سلطانة سيد إبراهيم خيا”، التي تمكنت من السيطرة على هذا العمود الخشبي بشكل كان سيؤدي إلى إصابتها إصابة خطيرة على مستوى الوجه .
و في تصعيد خطير قامت قوة الاحتلال المغربي بتاريخ 05 آذار/مارس2021 برشق المناضلتين الصحراويتين “سلطانة خيا” و “الويعرة خيا” بمادة مجهولة لونها أسود بسبب حملهما لأعلام وطنية صحراوية و ترديدهما لشعارات مطالبة بتقرير المصير والاستقلال للشعب الصحراوي، و هو ما أدى إلى إصابة “سلطانة خيا” على مستوى العين اليسرى جراء تسرب هذه المادة المجهولة إليها .
وبعد فشل قوة الاحتلال المغربي من تركيع وتطويع المناضلة “سلطانة خيا ” و أختها “الويعرة خيا “، حيث لم تحصد منها سوى الخيبة و الفشل في حصارها لهذه العائلة المكافحة، ستنتقل بعد ذلك إلى مرحلة أخرى من العدوان والتي تتمثل في شن حرب نفسية على المحاصرين و استعمالها لأقذر الوسائل لتحقيق أهدافها، دون مراعاة للظروف الصحية والنفسية التي توجد عليها أم العائلة و لا الأطفال الصغار ولا المرضى و لا الجيران …
ففي الساعة (02:30) صباحا بتاريخ 06 آذار/ مارس 2021، أقدمت قوة الاحتلال المغربي، في وقت كان فيه أفراد العائلة نياما، على ترهيب كل من يتواجد بهذا المنزل المقاوم، و ذلك عبر ركل باب المنزل و ضربه بشدة في محاولة لاقتحامه، الشيء الذي خلق حالة من الفزع والصدمة في نفوس نساء و أطفال لا حول لهم و لا قوة، وقد تكرر نفس الأمر في اليوم الموالي على الساعة الخامسة ( 05:00 ) صباحا.
و في اليوم الذي بعده في حدود الساعة (01:25) صباحا، لكن هذه المرة اتخذ الترهيب شكلا آخرا، حيث قامت قوة الاحتلال المغربي بقطع التيار الكهربائي على المنزل وتطويق الحي عبر استقدام عناصر مُقنعة أفزعت سكان الحي المذكور من خلال حركاتها الاستعراضية الترهيـبيـة، لتقوم في ثلاث مناسبات بمحاولة لكسر و تحطيم الباب، و قد تسبب هذا الفعل الجبان و الحاقد في حالة انهيار عصبي لزوجة الأخ الأصغر لسلطانة ” يحفظو سيد إبراهيم خيا ” (28) سنة، السيدة “أميمة الداودي” (25) سنة ورضيعها وعمره سنة واحدة، وكذلك الأم “متو امبيريك الداه ” (83) سنة، التي تعاني من أمراض مزمنة…
هذه الممارسات القمعية و التدخلات الهمجية لقوة الاحتلال المغربي ضد هذه العائلة، انعكست بشكل خطير على الحالة النفسية لأفرادها، خاصة بالنسبة للأطفال الذين كانوا يشاهدون في حالات كثيرة تدخلات دموية في حق أفراد أسرتهم، خصوصا حالتي الاعتداءات المتكررة على المناضلتين “سلطانة سيد إبراهيم خيا ” ” و ” الويعرة سيد إبراهيم خيا “…
وبتاريخ 08 آذار / مارس 2021، اليوم العالمي للمرأة، حيث تبجل وتكرم المرأة بكل أصقاع العالم، إلا في الجزء المحتل من الصحراء الغربية، حيث تمارس في حقها قوة الاحتلال المغربي شتى أنواع الجرائم ضد الإنسانية، ومختلف صنوف و أشكال المعاملة السيئة والحاطة من الكرامة الإنسانية في خرق سافر و انتهاك خطير لكل مقتضيات الاتفاقيات الدولية ذات الصلة بحقوق المرأة، و لعل ما لحق هذه الأسرة من خلال ما وثقتُه جزئيا بكاميرا هاتفي المتواضع، و رأيته بأم عيني منذ اليوم الأول لمؤازرتي لها، يبقى شاهدا على إجرام منقطع النظير في حق المرأة الصحراوية…
سلوك همجي لم يكن ليتغير حتى في هذا اليوم العالمي، بل بقي و يبقى وصمة عار على جبين الاحتلال المغربي، و شاهدا على محاصرة عائلة أغلبها من النساء، اللواتي حاولن الاحتفاء بطريقة مدنية وسلمية بهذا اليوم بهدف إيصال صوتهن إلى العالم بعد مرور (111) يوما من الترهيب و التعذيب، و المس بكل الحقوق المكفولة في القانون الدولي الإنساني و المواثيق و العهود الدولية ذات الصلة، وكان هذا اليوم مكسبا وفرصة للمعذبات على أرض مدينة بوجدور المحتلة من أجل سرد معاناتهن من ويلات القمع والترهيب والجرائم ضد الإنسانية التي مارستها قوة الاحتلال المغربي عليهن خلال مدة الحصار … للأسف هذا السرد لم تتحدث عنه قناة الجزيرة القطرية عبر إحدى برامجها الشهيرة “بكسر التاء”، الذي يستضيف نساء العالم المغاربي والعربي من فلسطين و العراق و سوريا و اليمن في شهادات حية عن نضال المرأة ضد الظلم و القهر …
وبتاريخ 15 آذار / مارس 2021 التحق الطالبين الصحراويين ” السالك محمد السالك بابير” (29) سنة، السجين السياسي الصحراوي السابق الذي قضى (03) سنوات رهن الاعتقال السياسي بالسجون المغربية ضمن مجموعة الطلبة المعروفة ب ” رفاق الشهيد الولي ” و” خالد الحسين لحسن بوفريوا” (27) سنة، بمنزل عائلة “سيد ابراهيم خيا”، وشكلا سندا معنويا قويا لاحتجاج ” سلطانة خيا “، وواصلا بكل جرأة وكفاح مستميت عمل الرصد وتتبع الجرائم ضد الإنسانية التي تتعرض لها هذه العائلة …
تزامنا مع تواجد هذين الطالبين، أقدمت قوة الاحتلال المغربي على الاستعانة برافعة ضخمة بهدف إزالة العلم الوطني الصحراوي من إحدى النوافذ المثبت عليها، و هو ما شكل انتهاكا خطيرا و مستفزا جعلني و رفيقيَ نتساءل تلقائيا:
² ما جدوى لجوء قوة الاحتلال المغربي لوسيلة ضخمة لإزالة علم وطني صحراوي يسكن عقل و قلب و وجدان كل مواطن صحراوي يؤمن بحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والاستقلال؟.
² ما جدوى أن تفكر في خطف العلم الوطني الصحراوي الذي ظل مرفرفا في أرض الصحراء الغربية المحتلة، وقد سلمت بتواجده قوة الاحتلال المغربي مرغمة مرفرفا إلى جانب علمها فوق سماء أديس أبابا، المقر الرئيسي للاتحاد الإفريقي ؟؟؟ …
إذا هي حرب نفسية بشعة و سلوك انتقامي و استفزازي في حق نساء و أطفال و مرضى محاصرين منذ أكثر من (04) أشهر في منزل عائلة “سيد براهيم خيا”، الأكيد أن لها تداعيات خطيرة جدا على جيران هذه العائلة المناضلة وعلى الحي كله. من خلال ما يعرفه هذا الحي من تشديد الإجراءات القمعية وحصار ومنع للحركة منه وإليه، والمنظر المتكرر لسحل وتعذيب النساء.
هذا الأمر سيؤثر على نفسية كل أطفال الحي، الذين باتوا معرضين إلى مشاهدة ممارسات عناصر قوة الاحتلال المغربي للعنف بكل أشكاله ضد النساء، ومشاهد الدماء تسيل من الأجساد و سماعهم لتلفظ عناصر قوة الاحتلال بألفاظ نابية في حق النساء والمسنين والمحاولات المتكررة لاقتحام المنزل، وما ينجم عنه من هلع ورعب يطال كل ساكني الحي دون اعتبار للأطفال والرضع وللمرضى والمسنين، وهي ما تعد جرائما مكتملة الأركان لحقوق الإنسان، و تمردا واضحا على كل المبادئ و القوانين الدولية، وترقى إلى الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب، وهو ما يستدعي تدخلا عاجلا من المنتظم الدولي لفك هذا الحصار المضروب على هذه العائلة الصحراوية المناضلة ….
هذا اختصار لمعاناة و مأساة عائلة صحراوية يرزح وطنها تحت الاحتلال أمام مرأى و مسمع العالم كله، و رغم التنديد الذي عبرت عنه العديد من المنظمات و الهيئات الحقوقية و الإنسانية الدولية مشكورة، التي طالبت بتدخل عاجل للجنة الدولية للصليب الأحمر، و التي نذكر هنا بكامل الأسف الشديد أنها زارت بداية من تاريخ 05 آذار / مارس 2021 بعض مدن الصحراء الغربية المحتلة دون أن تسأل عن ما يقع لعائلة محاصرة و معذبة تعاني من كل أشكال الإرهاب و دون أن تسأل كذلك عن سجناء سياسيين صحراويين يعانون من التمييز العنصري و من التعذيب و سوء المعاملة وهدر الكرامة، و منهم من دخل في إضراب عن الطعام تجاوز يومه الشهرين، كحالة السجين السياسي الصحراوي ” محمد لمين عابدين هدي ” بسجن تيفلت بالمغرب …
و في هذا الاطار أذكر هنا أن الناشطة الصحراوية المحاصرة “سلطانة سيد إبراهيم خيا” نددت بالطريقة التي تعاملت بها اللجنة الدولية للصليب الأحمر مع الوضع بالجزء المحتل من الصحراء الغربية، في غياب أي تفاعل لها مع النداءات المتكررة للمدنيين الصحراويين وللشعب الصحراوي، وهو ما يعكس ازدواجية التعامل التي تطغى على عملها، وتجسدت بعد قيامها مؤخرا بزيارة للعديد من المدن الصحراوية المحتلة، كما طالبت المناضلة سلطانة أن تتقيد اللجنة الدولية للصليب الأحمر باحترام المركز القانوني للصحراء الغربية المحتلة في أي تحرك مستقبلي، والعمل الجاد والواضح على توفير شروط الحماية لها ولعائلتها المهددة في حياتها وللمدنيين الصحراويين.
تحية نضالية و ثورية لهذه العائلة المناضلة، التي عكست للعالم أن إرادة الشعوب لا تقهر و أنه من الضروري التضحية و الدفاع عن الحق و العدالة بكل أبعادها بهدف أن تبقى للحرية و الكرامة مكانة في الوجود، و تبقى للقضية الصحراوية حضورا متميزا بصلابة المواقف و بالدفاع السلمي و الحضاري عنها، و لو كلف ذلك الشعب الصحراوي الاندفاع و اتخاذ المبادرة و صنع المعارك من أجل تحقيق الانتصارات، التي لا شك تنضاف إلى انتصارات أخرى حققتها الدبلوماسية الصحراوية هنا و هناك، مشكلة بذلك حليبا أحسنت عائلة أهل ” سيد إبراهيم خيا” و والدتهم ” متو امبيريك الناجم “ حَلْبَه’ و مَخْضَه في أجواء من العذاب و المعاناة، منتجة زبْدَة صالحة بات يتذوقها الشعب الصحراوي بنكهة الانتصار الأبدي.
هذا الانتصار الذي يجب أن يأتي تقديرا و تثمينا لشهداء مضوا من هنا و هناك راسمين ماض زاهر بالتضحية، و حاضر سائر بثبات نحو الثورة ، و مستقبل مشرق ينشد للوحدة لا للانقسام، للانتصار لا للهزيمة، للتضحية باسم الشعب و باسم رائدة كفاحنا التحرري الوطني الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء و وادي الذهب …
تحية و ألف تحية لأحرار العالم الذين يساهمون في مواكبة معركة كتب لها أن تبدأ في بقعة جغرافية صغيرة ومنسية مبتورة، لكنها كبيرة في الوجدان والضمير الجمعي الصحراوي لأنها جزء من أرض الصحراء الغربية المحتلة، التي تحتضن شعبا معذبا في الأرض، غير أن أهله مستمرون في صنع الملاحم البطولية و في الدفاع عن الوطن و الحرية، وعن الكرامة و الشرف، و ما معركة هذه العائلة الكبيرة إلا ملحمة أخرى من ملاحم و انتصارات شعب يرفض الخنوع و الركوع، و يجنح إلى تحقيق السلم و السلام رغما مما تعرض له من جرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب منذ الغزو المغربي لأرضه الطاهرة …
تحية لأرض و أم أسمها ” متو امبيريك الناجم “، التي أنجبت و أرضعت بناتا و ربتهن على رفض الاحتلال و التصدي لكل مخططاته و مؤامراته الدنيئة إلى أن سرن يحتجن بصدور عارية بالعلم الوطني الصحراوي، يخاطبن العدو بالرحيل عن الوطن، و كأني الآن أستحضر المطلع الأخير من قصيدة ” أيها المارون بين الكلمات العابرة ” للشهيد و الشاعر الفلسطيني “محمود درويش “ :
أيها المارون بين الكلمات العابرة
آن أن تنصرفوا
وتقيموا أينما شئتم ولكن لا تقيموا بيننا
آن أن تنصرفوا
ولتموتوا أينما شئتم ولكن لا تموتوا بيننا
فلنا في أرضنا ما نعمل
ولنا الماضي هنا
ولنا صوت الحياة الأول
ولنا الحاضر ، والحاضر ، والمستقبل
ولنا الدنيا هنا .. والآخرة ْ
فاخرجوا من أرضنا
من برنا .. من بحرنا
من قمحنا .. من ملحنا .. من جرحنا
من كل شيء ، واخرجوا من ذكريات الذاكرة ْ
أيها المارون بين الكلمات العابرة ْ!
¤ كرونولوجيا بعض الأحداث و سيكولوجية “الإقامة الجبرية” المفروضة على عائلة “ سيد ابراهيم خيا” بمدينة بوجدور / الصحراء الغربية المحتلة :
الساعات، اللحظات، المواقف … كل شيء يتقاطر بالوجع؛ وجع مادي/ فزيائي، و نفسي سيكولوجي، خصوصا و أن قوات الاحتلال المغربي طيلة مسار المعركة النضالية تعزف على هذا الوتر بإيقاعات متفاوتة، فخلال شهور الحصار، تم استهداف العداد الكهربائي الخاص بالمنزل بالعبث بمحتوياته أكثر من 06 مرات بشكل فجائي لمحاولة فرملة الخطوات النضالية النوعية التي تعبر عن مواقف سياسية واضحة لا غبار عليها، هذا القطع المتعمد وعلى التوالي للتيار الكهربائي الذي يخلف نوعا من الهلع السيكولوجي لكل المتواجدين بالمنزل من أجل استنزاف قواهم و تشتيت تركيزهم، بل الأكثر من هذا؛ وهذا هو المهم، عند أي عملية قطع للتيار الكهربائي تصاحبه ممارسات دنيئة غايتها تحطيم الجانب النفسي للمحاصرين من داخل المنزل، من قبيل :
ü استهداف باب المنزل الرئيسي قصد زرع نوع من الريبة و التذبذب، وبث الشك و الهلع النفسي الخطير.
ü السب و القذف و الشتم الصادر عن ضباط و عناصر قوة الاحتلال عبر النوافذ وأمكنة أخرى في حق العائلة و النشطاء المتضامنين.
ü التهديدات المتتالية ولغة الوعيد الصادرة من ذات القوى القمعية لقوة الاحتلال في حق المرابطين بالمنزل، الذين يقومون بالتوثيق والرصد والتتبع ( التهديد بالتصفية الجسدية، والاختطاف والاعتقال …).
ü القطع المتتالي للتيار الكهربائي عن المنزل تسبب في فساد الأدوية الخاصة بالأمراض المزمنة المصاب بها بعض افراد العائلة وكذلك المواد الغذائية، ويستهدف في نفس الوقت إلى جانب العامل السيكولوجي قطع أي تواصل مع العالم الخارجي جراء انقطاع بث شبكة الانترنت (WI-FI) و استحالة شحن الهواتف، مكبرات الصوت، حاسوب، آلة تصوير…، مما يؤدي إلى عدم توثيق أي جريمة قد تتعرض لها العائلة بشكل مباغت و فجائي.
ü المنع المتكرر لمجموعة من المناضلات المتضامنات الصحراويات ببوجدور المحتلة من زيارة عائلة “سلطانة خيا”، وتعرضهن للضرب والسب والإهانة والتحرش الجنسي والملاحقة الدائمة من قبل تلاوين واجهزة الاحتلال المغربي وهن : ” أم السعد الزاوي” (48) سنة، و”أم المؤمنين عبدالله الخراشي” (55) سنة و “فاطمتو مبارك بابي” (38) سنة، و”حاجتنا عبدالمولى بابي / الملقبة بـ “بابي نصرتهم” (36) سنة، و”زينابو امبارك بابي”(42) سنة و “بلة محمد الحافظ الحافيظي”(33) سنة و “ملوحة محمدالحافظ الحافيظي ” (32) سنة.
ü ممارسة الضغط على المتضامنات المذكورات سابقا ومنعهن من تنظيم وقفات احتجاجية تضامنية سلمية مؤازرة لــ “سلطانة خيا”، واستهدافهن برش مادة سوداء برائحة كريهة اللون مجهولة المحتوى من قبل قوة الاحتلال المغربي على ابواب منازلهن ببوجدور وهي كالاتي :
§ منزل زينابو مبارك بابي بتاريخ 03 نيسان/ابريل 2021 على الساعة: (06:30)
§ منزل حاجتنا عبدالمولى بابي بتاريخ 06 نيسان/ابريل 2021 على الساعة:( 12:00)
§ منزل أم المؤمنين عبدالله الخراشي بتاريخ 09 نيسان/ابريل 2021 على الساعة: (04:30)
§ منزل فاطمة محمد الحافظ الحافيظي بتاريخ 09 نيسان/ابريل 2021 على الساعة: (06:30)
² يوم 07 مارس/ أذار 2021 على الساعة (01:15) صباحاً؛ كانت أشد محاولة من المحاولات المتتالية و المستمرة لاقتحام المنزل على رؤوس أصحابه، خلال هذا اليوم تم تأثيث مُسبق لعملية الاقتحام بإطلاق سيل من الإشاعات و تجـيـيش كل الأزقة المؤدية للمنزل بسيارات قوات القمع المغربية على اختلاف تلاوينها، بالإضافة إلى استعانة هذه القوى بقوى أخرى، من البلطجية المأجورة التي لا تمتلك أي صفة علنية “عصابة “، إلى أن حلت ساعة الهجوم، لتسقط السواعد و الأقدام بضربات عشوائية ذات نبرة هيسترية على الباب الرئيسي للمنزل قصد الدخول و الاستمرار في مسلسل الترهيب و التنكيل، لكن هذه المرة تحت جُنح الظلام و هسيس الليل مما خلف لكل الرفاق / الرفيقات نوعا من الهلع المصحوب بالتوتر النفسي جراء اقتراف أو محاولة اقتراف جريمة شنعاء من طرف هذه القوى المحتلة في حق المحاصرين داخل المنزل.
² خلال هذا المسار بمختلف محطاته الدامية من الحصار، لم تترك قوات الاحتلال المغربي أي فعل ساقط ملفوف بالخسة إلا واستعملته في حق من يتواجد داخل هذا البيت الشامخ الصامد؛ وسائل غايتها زعزعة المعنويات و قلب ميزان الجانب النفسي، و العزف بشكل سيكوباتي على هذا الجانب، فقد سجلت خلال هذا الحصار المتواصل ، ما يلي :
à تلويث جنبات المنزل ( النوافذ، الأبواب، الجدران …) بمادة سوداء مثل تلك المستعملة في تعبيد الطرق.
à جعجعة الأجواء و استهداف قاطني البيت بمواد سامة لم نفلح في تحديد نوعيتها.
à التلويث القصدي و العمدي بمادة جد كريهة و قصف النوافذ و الأبواب و الأشخاص مرات عديدة، مع التركيز على فترات جد متأخرة من الليل للقيام بهذه الأفعال الخسيسة.
² النواة الأسرية الممتدة هي الأخرى، لم تسلم من التـنكيل المادي / الناعم و العزف على نوتة التفرقة و التشظي و زعزعة الرابط الأسري الدموي الذي يربط بين كل أفرادها، وهنا نستحضر بشكل ملموس و مادي كيف تستهدف قوات الاحتلال المغربي الجانب السوسيو سيكولوجي بشكل سادي سيكوباتي، كل هذا و أكثر من أجل تجميد الفعل النضالي و محاولة وقف التعبير الصريح عن المواقف السياسية القاضية بحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير و الحرية.
¤ الاستهداف الذي تعرض له أفراد هذه العائلة، تم كالآتي :
¤ الأم ” متو امبيريك الناجم “ (83) سنة : سارية العائلة و بلْسم الجميع، التي تعاني الكثير من الأمراض المزمنة (السكري على سبيل المثال لا الحصر)؛ لم تسلم من يد البطش و العدوان و الضغط على نفسيتها عبر ترهيبها بالاعتداء على فلذات كبدها ( سلطانة، لويعرة، يحفظو، الفايدة، الشيخ الحلة، حميدي … إلخ).
¤ “ خريشة سيد ابراهيم خيا “ (71) سنة : الأخ الأكبر “لسلطانة” يتعرض للتضييق والضغط،، والتهديد قصد التبرؤ من احتجاج عائلته السلمي، وعاين اساليب الإهانة والسب الذي تتعرض له والدته المسنة وأفراد عائلته.
¤ ” عزة سيد براهيم خيا ” (62) سنة و “ بليهة سيد براهيم خيا ” (57) سنة: اخوة “سلطانة خيا” تم الضغط عليهما بشتى الوسائل وبكافة السبل، تارة لم تجد الاجواء غير لغة الترهيب الأسود في حقهما لأجل وقف الفعل النضالي المُندد بالحصار، وتارة تغرد أساليب الترغيب – ولو بشكل نسبي-، تم تسجيل منعهما من زيارة البيت مرات عديدة، و تعنيفهما معنويا، وإطلاق العنان للسب و القذف في حقهما أمام مرأى افراد العائلة ومسمع من الجميع، وهذا أكبر ضغط معنوي وإحراج يتعرضان له.
¤ “صالحة سيد براهيم خيا” (52) سنة: اخت “سلطانةّ خيا”، تعرضت للضغط والترهيب والسب والتهديد باعتقال ابنها “الشيخ الحلة خيا” وتلفيق التهم له من قبيل “اهانة موظف”، وعند زيارتها للعائلة ما من مرة إلا ووقفت مباشرة على تعريض افراد عائلتها للقمع.
¤ ” يحفظو سيد ابراهيم خيا ” (38) سنة: الابن الأصغر للعائلة، متزوج وله ابن لا يتجاوز عمره سنة واحدة، يدعى “العبديلا” والذي عانى من مضاعفات خطيرة نتيجة المواد الكريهة التي يتم رميها على منزل العائلة، إضافة إلى الضغط على زوجته المنحدرة من أصول مغربية وعلى عائلتها التي تم احضارها قسرا من مدينة فاس المغربية إلى بوجدور من أجل اجبارها على مغادرة المنزل.
¤ “الشيخ الحلة خيا“(30) سنة: ابن أخت “سلطانة خيا”، معطل صحراوي حاصل على الإجازة في الأدب الإنكليزي، منع مرات عدة من الوصول إلى بيت عائلته، وهو كذلك ضحية السب والشتم والتعامل المهين، وعاين مرات عديدة كيف تضطهد اجهزة الاحتلال المغربي افراد عائلته.
¤ ” الفايدة خيا” (26) سنة: ابنة أخت “سلطانة”، واكبت الحصار منذ اللحظات الأولى التي كانت عسيرة على الكل، نظرا لارتفاع وتيرة البطش العدواني على هذه العائلة المحاصرة، سجلنا خلال صباح يوم 08 مارس / أذار 2021، الذي يصادف العيد الأممي للمرأة اعتصامها أمام المنزل لمدة تزيد عن (06) ساعات متواصلة، احتجاجا على منعها من ولوج البيت مما أدى بها إلى انهيار عصبي حاد لا زالت تعاني من آثاره .
¤ ” احميدي احمد يداس وناتي ” (23) سنة : ابن ” الويعرة خيا ” تلميذ لازال يواصل دراسته، تعرض للضرب المبرح والتعنيف مرات عديدة والتهديد باعتقاله وفبركة تهم ضده كـ”المخدرات”، وقد عاين قمع والدته بشكل وحشي وتعرضها للسب والشتم والتحرش الجنسي من قبل اجهزة قوة الاحتلال المغربي.
¤ في اطار الضغط وممارسة الترهيب لفرض سياسة الولاء والطاعة من قبل قوة الاحتلال المغربي على عائلة “سيد ابراهيم خيا” قامت القوة المذكورة سلفا وفي انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني، باستهداف مورد عيش بعض افرادها وهم : الأم “متو مبيريك الناجم ” و” الصالحة سيد ابراهيم خيا ” و ” احميدي احمد يداس” وذلك بتوقيف استفادتهم من ” بطاقة الانعاش ” ابتداء من تاريخ 12 مارس / آذار 2021 ببوجدور المحتلة.
أما الناشطتان السياسيتان و الحقوقيتان ” سلطانة سيد إبراهيم خيا ” (41) سنة و “الواعرة سيد إبراهيم خيا” (49) سنة، فالعالم ـ كل العالم ـ ، شاهد على حجم الفظاعات و الجرائم ضد الإنسانية التي تلقياها منذ الأيام الأولى من الحصار بسبب تشبثهن بمواصلة نضالهن السلمي والمدني، ورفع العلم الوطني الصحراوي دفاعا عن الحق في تقرير المصير والاستقلال .
شهادة بابوزيد محمد سعيد لبيهي
رئيس تجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان بالصحراء الغربية
العيون / الصحراء الغربية المحتلة بتاريخ 11 نيسان / أبريل 2021
تجمع المدافعين الصحراويين
عن حقوق الإنسان بالصحراء الغربية
CODESA