أوضح الخبير المختص في النزاعات الدولية “ريكاردو فابياني” ان اعلان ترامب حول الصحراء الغربية خلق معضلة سياسية كبيرة للإدارة الامريكية الجديدة بقيادة الرئيس جو بايدن.
وأبرز الخبير الدولي في مقال نشر بموقع “وورلد بوليتكس ريفيو” الامريكي المختص بتحليل النزاعات الدولية ان الاعلان يضع الولايات المتحدة على خلاف مع العديد من قرارات مجلس الأمن والرأي الاستشاري الذي أصدرته محكمة العدل الدولية سنة 1975، كما أنه يقوض دور واشنطن النشط بصفتها حامل القلم بشأن قضية الصحراء الغربية في مجلس الأمن الدولي، و يعقد علاقات واشنطن مع جبهة البوليساريو.
ويرى الخبير الدولي ان الولايات المتحدة مطالبة الان بالتعاون مع شركائها لتجنب التصعيد وتداعياته الخطيرة على استقرار شمال إفريقيا ومنطقة الساحل، وتبرز أول خطوة يمكن اتخاذها في هذا الاتجاه ، ممارسة الضغط الكاف على المغرب لجعله يتراجع عن شروطه بشأن تعيين مبعوث جديد للأمم المتحدة للصحراء الغربية و الذي يجب ان تتوفر فيه صفات الحياد والقدرة على التعامل مع هذه المهمة الصعبة خاصة الملح منها كالتفاوض على خفض التصعيد، وتمهيد الطريق لمحادثات بشأن هدنة.
وبحسب الخبير الدولي يمكن لإدارة بايدن استخدام مثل هذه الهدنة لدفع مجلس الأمن الدولي لإعادة إطلاق الجهود الدبلوماسية والتوسط في تسوية سياسية دائمة، و العودة الى تقليص مدة مأمورية المينورسو الى ستة أشهر، هذا النهج من شأنه أن يدفع مجلس الأمن إلى الانخراط بشكل أكثر مما كان عليه في الماضي و الضغط على الطرفين –المغرب وجبهة البوليساريو –للالتزام بالمفاوضات.
ومن بين الخطوات التي يجب على الادارة الامريكية اتخاذها-يبرز الخبير الدولي- إسقاط أو تغيير الإشارة المعتادة في قرارات مجلس الامن المتعلقة ب”حل سياسي واقعي وعملي ودائم” ، والذي تعتبره جبهة البوليساريو غير متوافق مع حق تقرير مصير الشعب الصحراوي، و يمكن أن يوازن هذا الامتياز من خلال إضافة إشارة صريحة إلى الحاجة إلى ترتيب مقبول من المغرب وجبهة البوليساريو لإنهاء الأعمال القتالية حول الكركرات، و لكي يكون هذا النهج فعّالًا، ستحتاج الولايات المتحدة إلى تنسيق موقفها مع فرنسا و روسيا والجزائر.
وخلص الخبير الدولي ان مثل هذا النهج يمكن أن يضخ زخماً جديداً في الجهود الدبلوماسية لتسوية قضية الصحراء الغربية، وأخذ زمام المبادرة وتحويلها الى مبادرة دولية مشتركة.
المصدر . الصمود